أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي). فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً : (سَنَشُدّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا) اللهمّ ، وأنا محمّد نبيّك وصفيّك. اللهمّ ، فاشرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً عليّاً ، اشدد به ظهري». قال أبو ذر : فما استتم رسول الله (ص) الكلمة حتّى نزل جبرائيل (ع) من عند الله تعالى ، فقال : يا محمّد ، اقرأ. قال (ص) : «ما أقرأ؟». قال : اقرأ : (إِنّمَا وَلِيّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
وكما جاد أمير المؤمنين (ع) بخاتمه في صلاته ، جاد ولده الحسين (ع) بخاتمه بعد قتله ؛ وذلك لمّا أقبل القوم على سلب الحسين (ع) فأخذ خاتمه بجدل بن سليم الكلبي. ولكنّ فرق عظيم بين المقامين ؛ فأمير المؤمنين (ع) أشار إلى السّائل ـ وهو في صلاته ـ أنْ يأخذ الخاتم من يده فأخذه ؛ وأمّا الحسين (ع) ، فجاء بجدل بن سليم الكلبي ليسلبه بعد قتله ـ مع الذين جاؤوا إلى سلبه ـ فوجد الخاتم في يده وقد جمدت عليه الدماء ، فلمْ يستطعْ نزعه من يده الشريفة ، فقطع إصبعه مع الخاتم.
ومُبدَّدُ الأوصالِ لازَمَ حزُنُهُ |
|
شملَ الكمالِ فلازم التّبديدَا |
ومجرحٌ ما غيَّرتْ منه القنَا |
|
حُسناً وما أخلقْنَ منه جديدَا |