عمرو وأصحابه فملكهم الهلع والجزع ، ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه حتّى برز إليه عليٌّ فقتله؟! والذي نفس حذيفة بيده ، لَعملُه ذلك اليوم أعظمُ أجراً من أعمال اُمّة محمّد (ص) إلى هذا اليوم ، وإلى أنْ تقوم القيامة. وقال جابر بن عبد الله الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ : والله ، ما شبهت يوم الأحزاب قتل علي عمراً ، وتخاذل المشركين بعده إلاّ بما قصّه الله تعالى من قصة طالوت وجالوت في قوله تعالى : (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ) وقال أبو بكر بن عيّاش : لقد ضرب عليُّ بن أبي طالب (ع) ضربةً ما كان في الإسلام أيمن منها ، ولقد ضُرب عليٌّ (ع) ضربة ما كان في الإسلام أشأم منها ؛ وهي ضربة عبد الرحمن بن ملجم. أقول : وهي الضربة التي شقّت رأس أمير المؤمنين (ع) إلى موضع سجوده ، وهو في صلاته ، فنادى (ع) : «قتلني اللعين ابن اليهوديّة. فُزتُ وربّ الكعبة». أجل والله ، لمْ يكنْ في الإسلام أشأم من تلك الضربة ، فهي التي هدّمت أركان الهُدى وفصمت العُروة الوثقى ، وسدّت باب مدينة علم المصطفى. وهناك ضربات اُخرى في الإسلام مشؤومة ؛ وهي ضربة مالك بن النّسر الكندي للحسين بن علي (ع) بالسّيف على رأسه ، وكان على رأسه برنس فقطع البرنس ووصل السّيف إلى رأسه ، فامتلأ البرنس دماً ، فقال له الحسين (ع) : «لا أكلت بيمينك ولا شربت بها ، وحشرك الله مع القوم الظالمين». وضربة زرعة بن شريك له على كتفه الأيسر ، وضربة رجل له بالسّيف على عاتقه المُقدّس ضربةً كبا بها لوجهه ، وكان قد أعيا فجعل يقوم ويكبو ، وضربة شمر بن ذي الجوشن حين جاء إليه فاحتزّ رأسه الشريف ، وهو يقول : والله ، إنّي لأحتزّ رأسك وأعلم أنّك السيّد المُقدّم ، وابن رسول الله ، وخير النّاس أباً واُمّاً.
قتلُوهُ بعدَ علمٍ منهُمُ |
|
أنّهُ خامسُ أصحابِ العَبا |
يابنَ الذينَ توارَثُوا ال |
|
علْيَا قَبيلاً عنْ قبيلِ |
والسّابقينَ بمجدهمْ |
|
في كلِّ جيلٍ كلَّ جيلِ |
إنْ تُمسَّ مُنكسِرَ اللّوا |
|
ملقىً على وجهِ الرُّمولِ |
فلقدْ قُتلتَ مُهذَّباً |
|
منْ كلِّ عيبٍ في القتيلِ |
منْ كلِّ عيبٍ في القتيلِ |
|
تُعطي العِدا كفَّ الذليلِ |
يُهدَى لك الذِّكرُ الجميْ |
|
لُ على الزَّمانِ المُستطيلِ |