أنتمْ وُلاةُ الورَى حقّاً وحُبُّكمُ |
|
فرضٌ أكيدٌ بنصِّ الذّكرِ قدْ وَجَبا |
وقال أيضاً :
وقدْ فرضَ الرَّحمنُ حُبَّهمُ على |
|
جميعِ البرايَا في الكتابِ وأوجَبا |
وحسبك قول الإمام الشافعي محمّد بن إدريس في ذلك :
يا أهلَ بيتِ رسولِ اللهِ حُبُّكمُ |
|
فرضٌ منَ اللهِ في القُرآنِ أنزَلَهُ |
كفاكُمُ من عظيمِ القدرِ أنَّكُمُ |
|
مَنْ لا يُصلِّي عليكُمْ لا صلاةَ لهُ |
وقال الشيخ مُحي الدِّين بن العربي :
رأيتُ ولائي آلَ طه فريضةً |
|
على رغمِ أهلِ البُعدِ يُورثُني القُرْبا |
فما طلبَ المبعوثُ أجراً على الهُدى |
|
بتبليغِهِ إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى |
ولكن هذه الاُمّة لمْ تُجازِ رسول الله (ص) على تبليغ الرسالة بالمودّة في قُرباه ـ كما أمرها الله ـ ، بل بالبغضة والشنآن ، والمحاربة والعدوان ، والقتل والأسر ، وجرّعتهم الغصص ، وأذاقتهم أنواع البلايا والمحن ؛ فحاربت ابن عمّه عليّاً (ع) وآل أمرها إلى أنْ قتلته وهو يصلّي في محرابه ، وسبّته على منابر الإسلام عشرات الأعوام في الأعياد والجماعات ، وما قامت أعواد تلك المنابر إلاّ بسيفه.
أعلَى المنابرِ تُعلنونَ بسبِّهِ |
|
وبسيفِهِ نُصبَتْ لكُمْ أعوادُهَا |
وقتلت ولده الحسن (ع) أحد السّبطين بالسّمِّ ، ومنعت من دفنه عند جدّه ، وقتلت ولده الحسين (ع) ثاني السّبطين بالسّيف ، غريباً ظامياً ، وحيداً فريداً ، بعدما قتلت أنصاره وسبعة عشر رجلاً من أهل بيته ، ليس لهم على وجه الأرض شبيه ، وقدّمت عليه يزيد السّكّير الخميّر ، صاحب القرود والفهود ، والمتجاهر بالكفر والفجور ، حتّى تطرّق العار إلى هذه الاُمّة بولاية يزيد عليها. وقال أبو العلاء المعري :
أرَى الأيامَ تفعلُ كلَّ نُكرٍ |
|
فما أنا في العجائبِ مُستزيدُ |
أليسَ قُريشكُمْ قتَلتْ حُسيناً |
|
وكان علَى خلافتِكُمْ يزيدُ |