وسادتي. فاحتمله فضمّه في سبعين من أصحابه ، فخطبهم حكيم وأنّه لقائم على رجل واحدة ، وإنّ السّيوف لتأخذهم فما يتعتع ، فقال : إنّا خلّفنا هذين وقد بايعا عليّاً (ع) وأعطياه الطّاعة ، ثمّ أقبلا مخالفين محاربين يطلبان بدم عثمان ، ففرّقا بيننا. اللهمّ ، إنّهما لم يُريدا عثمان. فقُتل حكيم والسّبعون الذين معه من عبد قيس ، وقُتل معه ابنه الأشرف وأخوه الرّعل. ومنهم مارية ابنة منقذ العبديّة من أهل البصرة ، كانت تتشيع وكانت دارها مألفاً للشيعة يتحدثون فيها. وكان مع الحسين (ع) يوم الطّفِّ من عبد القيس سبعة فيهم مولى ، كلّهم من أهل البصرة ، وهم : يزيد بن ثبيط العبدي البصري ، وابناه عبد الله وعبيد الله ، وعامر بن مسلم العبدي ومولاه سالم ، وسيف بن مالك العبدي ، والأدهم بن اُميّة العبدي. ولمّا بلغ يزيد بن ثبيط مكاتبة أهل العراق للحسين (ع) ، عزم على الخروج إلى الحسين (ع) ، وكان له بنون عشرة فدعاهم إلى الخروج معه ، فأجابه منهم اثنان ، وهما : عبد الله وعبيد الله. وقال لأصحابه في بيت مارية ابنة منقذ العبديّة : إنّي قد عزمت على الخروج فمَن يخرج معي؟ فقالوا : إنّا نخاف أصحاب ابن زياد. فقال يزيد : إنّي والله ، لو استوت أخفافها بالجدد ـ يعني ناقته ـ لهان عليّ طلب مَن طلبني. ثمّ خرج وابناه وصحبه الأربعة الباقون حتّى انتهى إلى مكّة ، فاستراح ثمّ ذهب إلى منزل الحسين (ع) ، وكان الحسين (ع) لمّا بلغه مجيئه ، جاء إلى رحله وجلس ينتظره ، فلمّا رجع يزيد ورأى الحسين (ع) في رحله ، قال : (بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا). السّلام عليك يابن رسول الله. ثمّ جلس إليه وأخبره بالذي جاء له ، وما زال معه حتّى قُتل بين يديه بالطّفِّ مبارزة ، وقُتل ابناه وقُتل الأربعة الباقون كلّهم ، قُتلوا بين يدي الحسين (ع). وفي رثاء الحسين (ع) ورثاء يزيد بن ثبيط وولديه ، يقول ولده عامر بن ثبيط :
يا فروُ قومِي فاندُبِي |
|
خيرَ البَريَّةِ في القبورِ |
وابكِي الشّهيدَ بعَبٍرةٍ |
|
منْ فيضِ دمعٍ ذي درُورِ |
وارثِي الحُسينَ معَ التَّفجْ |
|
جُعِ والتَّأوهِ والزَّفيرِ |
قتلوا الحرامَ من الأئمْ |
|
مَةِ في الحرامِ منَ الشُّهورِ |
وابكِي يزيدَ مُجدَّلاً |
|
وابنيهِ في حرِّ الهجيرِ |
مُتزمِّلين دماءَهُمْ |
|
تجري على لببِ النُّحورِ |
يا لهفَ نفْسِي لمْ تفُزْ |
|
معهمْ بجنّاتٍ وحورِ |
نصروا ابنَ بنتِ نبيِّهمْ طُوبى لهُمْ |
|
نالُوا بنُصرتِهِ مراتبَ ساميهْ |