دَخله كان آمناً ، ومثل سفينة نوح التي مَنْ رَكبها نجا ومَن تخلف عنها هوى. فياويل اُمّةٍ لم ترعَ لهم حقوقهم ، وعادتهم ونابذتهم حتّى أصبحوا وهم :
مُحلَّؤون فأصفَى شُربِهمْ وشلٌ |
|
عند الورودِ وأوفَى وِردِهمْ لممُ |
ولم تكتفِ بذلك حتّى قاتلتهم ؛ فحاربت سيّدهم علي بن أبي طالب (ع) ، ثمّ قتلته وهو يُصلّي لربّه في محرابه ، وأنخت على ولديه الحسن والحسين عليهماالسلام بالظّلم والجور ، فحاربت الحسن (ع) واضطرّته إلى ترك حقّه ، ثمّ دسّت إليه السّمَّ حتّى مات شهيداً مسموماً ، ومنعت من دفنه عند جدّه (ص) ، ونازعت أخاه الحسين (ع) حقّه وأخافته حتّى اضطرّته إلى مفارقة مدينة جدّه خائفاً يترقّب ، ودسّت إليه الرّجال لتغتاله في حرم الله الذي يأمن فيه الوحش ، فاضطرّته إلى الخروج للعراق ، وغدر به أهل الكوفة ، وجرّدوا لقتاله ثلاثين ألفاً ، وأحاطوا به حتّى منعوه التّوجه في بلاد الله العريضة ، ومنعوه وأطفاله ونساءه وصبيته من ماء الفرات الجاري حتّى قتلوه عطشان ظامياً.
فعلتُمْ بأبناءِ النَّبيِّ ورهطهِ |
|
أفاعيلَ أدناها الخيانةُ والغدرُ |