ثمّ قام رجل من كنانة فأنشده :
لك الحمدُ والحمدُ ممَّنْ شَكَرْ |
|
سُقينا بوَجهِ النَّبيِّ المَطرْ |
دعا اللهَ خالقَهُ دعْوةً |
|
إليهِ وأشخصَ منهُ البصَرْ |
فما كانَ إلاّ كما ساعةٍ |
|
أو اقْصرَ حتّى رأينا الدِّرَرْ |
فكانَ كما قالَهُ عمُّهُ |
|
أبو طالبٍ ذو رواءٍ غَزَرْ |
به يسَّرَ اللهُ صوتَ الغَمامْ |
|
فهذا العيانُ وذاك الخَبَرْ |
فمَنْ يشْكُرِ اللهَ يلقَ المزيدَ |
|
ومَنْ يكفُرِ اللهَ يلقَ الغِيَرْ |
فقال رسول الله (ص) : «إنْ يكُ شاعرٌ أحسنَ فقدْ أحسنتْ». وللشعر في مدح النّبي وآله (ص) مزيّة عالية. قال الإمام الصّادق (ع) لأبي عمارة المنشد : «أنشدني في الحسين بن علي». قال : فأنشدتُه فبكى ، ثمّ أنشدتُه فبكى ، فوالله ، ما زلتُ أنشده فيبكي حتّى سمعت البكاء من الدّار. وأنشد دعبل [الخُزاعي الإمامَ] الرّضا (ع) قصيدته التّائية التي يقول فيها :
مدارسُ آياتٍ خَلَتْ منْ تلاوةٍ |
|
ومنزلُ وحيٍ مُقفَرُ العَرَصاتِ |
فلمّا بلغ إلى قوله :
لقدْ خفتُ في الدُّنيا وأيّام سَعْيها |
|
وإنّي لأرجُو الأمنَ بعدَ وفاتي |
قال الرّضا (ع) : «آمنك الله يوم الفزَعِ الأكبر». وحسبُ دعبلٍ هذا الدّعاء من الرّضا (ع).
بكَتْ السَّماءُ دماً عليهِ فليسَ منْ |
|
عُذرٍ لذي طرفٍ بدمعٍ يبخَلُ |