فسألت عنه فقيل لي : هو زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام. ولم يزل سلام الله عليه في الحزنِ على أبيه مُدّة حياته حتّى لحق بربه. وعن جابر الجعفي قال : لمّا جرّد مولاي محمَّدٌ الباقر مولاي عليَّ بنَ الحسين عليهمالسلام ثيابه ووضعه على المُغتسل ، وكان قد ضرب دونه حجاباً ، سمعتُه ينشج ويبكي حتّى أطال ذلك ، فأمهلته عن السّؤال حتّى إذا فرغ من غسله ودفنه ، فأتيت إليه وسلّمت عليه ، وقلتُ له : جُعلت فداك! ممّ كان بكاؤك وأنت تُغسّل أباك؟ أكان ذلك حُزناً عليه؟ قال : «لا يا جابر ، لكن لمّا جرّدت أبي ثيابه ووضعته على المُغتسل ، رأيت آثار الجامعة في عُنقه ، وآثارَ جُرحِ القيد في ساقيه وفخذيه ، فأخذتني الرّقة لذلك وبكيت».
مالي أراكَ ودمعُ عينِكَ جامدٌ |
|
أوَ ما سمعتَ بمحْنةِ السَّجّادِ |