يَنشَقُّ ثَوبُ الدُجى عَن نورِ غُرَّتِهِ |
|
كَالشَمسِ تَنجابُ عَن إِشراقِها الظُلَمُ |
مِن مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دينٌ وَبُغضُهُمُ |
|
كُفرٌ وَقُربُهُمُ منجىً وَمُعتَصَمُ |
مُقَدَّمٌ بَعدَ ذِكرِ اللَهِ ذِكرُهُمُ |
|
في كُلِّ بِدءٍ وَمَختومٌ بِهِ الكَلِمُ |
إِنْ عُدَّ أَهلُ التُّقى كانوا أَئمَّتَهُم |
|
أَو قيلَ مَن شَيرُ أَهلِ الأَرضِ قيلَ هُمُ |
لا يَستَطيعُ جَوادٌ بَعدَ جودِهِمُ |
|
وَلا يُدانيهِمُ قَومٌ وَإِنْ كَرُموا |
يُستَدفَعُ الشَرُّ وَالبَلوى بِحُبِّهِمُ |
|
وَيُستَرَبُّ بِهِ الإِحسانُ وَالنِّعَمُ |
قال : فغضب هشام ، فحبسه بعسفان بين مكّة والمدينة ، فقال :
أيحبسُني بينَ المدينةِ والتي |
|
إليها قلوبُ النَّاسِ يهوي مُنيبُها |
يُقلِّبُ رأساً لمْ يكُنْ رأسَ سيّدٍ |
|
وعيناً له حولاءَ بادٍ عُيوبُها |
فبعث إليه هشام فأخرجه ، ووجّه إليه عليُّ بن الحسين (ع) عشرة آلاف درهم ، وقال : «أعذِر يا أبا فراس ، فلو كان عندنا في هذا الوقت أكثر من هذا ، لوصلناك به». فردّها وقال : ما قلتُ ذلك إلاّ لله ، وما كنتُ لأرزأ عليه شيئاً. فقال له علي (ع) : «قد رأى الله مكانك فشكرك ، ولكنّا أهل بيتٍ إذا أنفذنا شيئاً ما نرجع فيه». فأقسم عليه ، فقبلها. هذه فضائل علي بن الحسين زين العابدين (ع) ، وهذه صفاته وأحواله ، فمثل هذا الإمام في عظم شأنه وجلالة قدره ، يُصبح أسيراً تارة لعبيد الله بن زياد وابن مرجانة ، وتارة ليزيد بن معاوية ، وهو إمام أهل البيت الطّاهر الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ، والذي جعل الله ودّهم أجر الرسالة؟! ولمّا أرسله ابن زياد مع السّبايا إلى يزيد بالشّام ، أمر به فغُلّ بغلٍّ إلى عُنقه حتّى اُدخل على يزيد بن معاوية بتلك الحال.
يا غَيرَةَ اللَهِ اِغضَبي لِنَبِيِّهِ |
|
وَتَزَحزَحي بِالبيضِ عَن أَغمادِها |
مِن عُصبَةٍ ضاعَت دِماءُ مُحَمَّدٍ |
|
وَبَنيهِ بَينَ يَزيدِها وَزِيادِها |
صَفَداتُ مالِ اللَهِ مِلءُ أَكُفِّها |
|
وَأَكُفُّ آلِ اللَهِ في أَصفادِها |