فقال له عليٌّ (ع) : «قد كان لي أخٌ يُسمّى عليّاً ، قتله النّاس». قال : بل الله قتله. فقال علي بن الحسين (ع) : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا». فغضب ابن زياد ، وقال : وبك جرأة لجوابي ، وفيك بقيّة للردِّ عليَّ! اذهبوا به فاضربوا عنقه. فتعلّقت به عمّته زينب ، وقالت : يابن زياد ، حسبُك من دمائنا. واعتنقته ، وقالت : لا والله لا اُفارقه ، فإنْ قتلته فاقتلني معه. فنظر ابن زياد إليها وإليه ساعة ، ثمّ قال : عجباً للرحم! والله ، إنّي لأظنُّها ودّت أنْ قتلتُها معه ، دعوه فإنّي أراه لمَا به (أي : إنّه شديد المرض). وفي رواية : أنّ علي بن الحسين (ع) قال لعمّته : «اسكتي يا عمّة حتّى اُكلّمه». ثمّ أقبل عليه ، فقال : «أبالقتل تُهدّدُني يابن زياد؟! أمَا علمت أنّ القتل لنا عادة ، وكرامتَنا الشّهادة».
أآلَ رسولِ اللهِ لابني سُميّةٍ |
|
وهندٍ على الأقتاب تُسبَى وتُؤسرُ |
ولا منْ رجالِ المُسلمينَ مُغيرٌ |
|
لشيءٍ ولا فيهمْ لذلكَ مُنْكِرُ |
فمالتْ على أبنائهِ الغُرِّ اُمّة |
|
تُصلِّي لدَى ذكرِ اسمهِ حينَ يُذكرُ |
أهُمْ يا لقَومي في الورَى خيرُ اُمّةٍ |
|
وقد قتلوا ابنَ المُصطفَى وتجبَّروا |
أذلكَ أجرُ المُصطفَى وجزاؤهُ |
|
على الفعلِ منكُمْ حينَ يُجزَى ويُؤجرُ |