والحسين دخلا في صلب رسول الله (ص) من حيث اُمّهما فاطمة الزهراء عليهاالسلام. قال : فبقي الحجّاج ساكتاً كأنّما اُلقم حجراً ، ثمّ قال له الحجّاج : ما الدليل على أنّ الحسن والحسين إمامان؟ فقال العلوي : يا حجّاج ، لقد ثبتت لهما الإمامة بشهادة النّبي (ص) في حقِّهما ؛ لأنّه قال في حقِّهما : «ولداي هذان إمامان فاضلان إنْ قاما وإنْ قعدا ، تميل عليهما الأعداء فيسفكون دمهما ، ويسبون حرمهما». ولقد شهد النّبيُّ (ص) لهما بالإمامة أيضاً ، حيث قال : «ابني هذا ـ يعني الحسين (ع) ـ إمام ابن إمام ، أخو إمام ، أبو أئمَّةٍ تسعة». فقال الحجّاج : يا علوي ، كم عمر الحسين في دار الدُّنيا؟ فقال : ستٌّ وخمسون سنة. فقال له : وفي أي يوم قُتل؟ قال : يوم العاشر من شهر عاشوراء بين الظّهر والعصر. فقال له : ومَن قتله؟ فقال : لقد جنَّد الجنود ابن زياد بأمر يزيد ، فلمّا اصطفّت العساكر لقتاله ، قتلوا حُماته وأنصاره وأطفاله ، وبقي فريداً وحيداً يستغيث فلا يُغاث ، ويستجير فلا يُجار ، يطلب جرعة من الماء ليُطفي بها حرَّ الظّمأ ، فبينما هو واقف إذ جاء سنان فطعنه بسنانه ، ورماه خولي بسهم فوقع في لبّته وسقط عن ظهر الجواد إلى الأرض يخور في دمه ، فجاءه شمر فاحتزَّ رأسه بحسامه ورفعه فوق قناته. فقال الحجّاج : خُذ هذه البدرة ، لا بارك الله لك فيها. فأخذها العلوي وهو يقول : هذا من عطاء الله لا من عطائك يا حجّاج. ثمّ إنّ العلوي بكي وجعل يقول :
صَّلى الإلهُ ومَنْ يحفُّ بعرشِهِ |
|
والطّيّبونَ على النَّبيِّ النّاصحِ |
وعلى قرابتِهِ الذينِ تهضَّموا |
|
بالنَّائباتِ وكلِّ خطبٍ فادحِ |
طلبوا الحقوقَ فاُبعدُوا عنْ دارِهمْ |
|
وعوى عليهمْ كلُّ كلبٍ نابحِ |