خراساني بماء فسقاه. الله أكبر! أما كان يوجد يوم كربلاء رجل مثل عبد الله بن الحسن فيُنادي : يا معشر المسلمين ، مَن يسقي إمامه وابنَ بنت نبيه ، وابن رسول الله الماء؟! وما كان يوجد رجل مثل هذا الخراساني فتأخذه الغيرة من أبي عبد الله الحسين (ع) ، فيأتي له بالماء؟! بلى والله ، لقد كثر طلب الماء يوم عاشوراء من أهل الكوفة للحسين (ع) وعياله وأطفاله ، فما رقّت قلوبهم. فممّن طلبه منهم برير بن خضير الهمداني ، فقالوا له : قد أكثرت الكلام يا برير ، فوالله ، ليعطش الحسين كما عطش مَن كان قبله. وقد طلب منهم الحسين (ع) الماء مراراً عديدة ، وهم يقولون : والله ، لا تذوق الماء حتّى تذوق الموت عطشاً. وآخر مرّة طلب فيها الماء وهو يجود بنفسه ، فقال له قائل : والله ، لا تذوق الماء حتّى ترد الحامية فتشرب من حميمها. فقال له : «أنا أرد الحامية فأشرب من حميمها؟! لا والله ، بل أردُ على جدِّي رسول الله (ص) ، وأسكن معه في داره في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر ، وأشرب من ماء غيرِ آسن ، وأشكو إليه ما ارتكبتُم منّي وفعلتم بي».
فعزَّ أنْ تتلظَّى بينَهُمْ عَطشاً |
|
والماءُ يصدرُ عنهُ الوحشُ ريَّانا |