يكن معه نساء ولا أطفال ، ولمّا دخل على المتوكّل أعظمه وحيّاه ، وردّه إلى منزله مُكرَّماً ؛ وأمّا جدّه زين العابدين (ع) فاُدخل على يزيد هو ونساؤه ومَن تخلّف من أهل بيته ، وهم مُقرَّنون في الحبال ، وزين العابدين (ع) مغلول بغلّ إلى عُنقه ، فلمّا وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال ، قال له علي بن الحسين (ع) : «أنشدك الله يا يزيد ، ما ظنّك برسول الله (ص) ، لو رآنا على هذه الصّفة؟!». فلمْ يبقَ في القوم أحد إلاّ وبكى ، فأمر يزيد بالحبال فقُطعت ، وأمر بفكّ الغُلّ عن زين العابدين (ع). ثمّ وضع رأس الحسين (ع) بين يديه ، وأجلس النّساء خلفه لئلاّ ينظرنَ إليه ، فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لينظرا إلى الرأس ، فلمّا رأين الرأس صحن ، فصاحت نساء يزيد وولولت بنات معاوية ، فقالت فاطمة بنت الحسين على أبيها وعليهاالسلام : أبنات رسول الله سبايا يا يزيد؟! فبكى النّاس وبكى أهل داره حتّى علت الأصوات ، ورآه علي بن الحسين (ع) فلم يأكل الرؤوس بعد ذلك أبداً.
يا رأسَ مُفترسِ الضَّياغمِ في الوغَى |
|
كيفَ اغتَديتَ فريسةَ الأوغادِ |
يا مُخمداً لَهبَ العِدى كيفَ انتحتْ |
|
نُوبُ الخطوبِ إليكَ بالإخمادِ |