ضعفاء شيعتنا ، ألا فمَنْ انتصب لذلك كان أفضل ممّن جاهد ألف ألف مرّة ؛ لأنّه يدفع عن أديان محبِّينا وذلك يدفع عن أبدانهم». وقال الرضا (ع) : «يُقال للعابد يوم القيامة : نِعم الرجل كُنت! همّتك ذات نفسك ، وكفيت النّاس مؤنتك ، فادخل الجنة. ويُقال للفقيه : قف حتّى تشفع لكلِّ مَن أخذ عنك أو تعلّم منك ، ومَن أخذ ممّن أخذ عنك إلى يوم القيامة». وقال رسول الله (ص) : «العلماءُ ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يُورّثوا ديناراً ولا درهماً (لأنّهم يموتون فقراء لزهدهم في الدُّنيا) ، ولكنْ ورّثوا العلم». وقال (ص) : «النّظر إلى العالِمِ عبادة». وقال أمير المؤمنين (ع) : «كفى بالعلمِ شرفاً أنْ يدّعيه مَن لا يُحسنه ويفرح به إذا نُسب إليه ، وكفى بالجهل ذمّاً أنْ يبرأ منه مَن هو فيه». وأيّ عالم أعلم من الإمام أبي عبد الله الحسين (ع) وارث علوم جدّه وأبيه (صلوات الله وسلامه عليهما وآلهما) ، ولم ترعَ له هذه الاُمّة حرمة ولم تعرف له حقّاً ، بل ظلمته وأخّرته عن مقامه ، وقدّمت عليه يزيد الفجور والخمور ، والقرود والفهود ، وأرادته أنْ يبايع له بإمرة المؤمنين.
ويزيدُ لا مُتهوِّدٌ |
|
فيهمْ ولا مُتبصِّرُ |
يُدعَى أميرَ المؤمنينَ |
|
يُطاعُ فيما يأمرُ |
وكيف يُبايع سليل بيت الوحي ، وربيب حجر النّبوّة لسكّير بني اُميّة ، ويعترف لأمير الكافرين والفاسقين بأنّه أمير المؤمنين؟! إنّ هذا ما لا يجوز ولا يكون ، فأبى عن بيعته وتوجّه نحو الكوفة ، فأسلمه أهلها إلى عدوّه بعد ما بايعه منهم عشرات الاُلوف ، فقُتل شهيداً ظامياً ، غريباً وحيداً ، وقُتلت أنصاره وأهل بيته ، وذُبحت أطفاله وسُبيت عياله.
خطبٌ تصاغرَ عندَهُ |
|
كلُّ الخُطوبِ ويكبَرُ |
لو كانَ أحمدُ حاضراً |
|
لَشجاهُ ذاكَ المحضرُ |