إرباً. فقال قيس : أمّا القوم فلا اُخبرك بأسمائهم ، وأمّا السبّ فأفعل. فصعد قيس ، فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النّبي (ص) ، وأكثر من الترحّم على عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام ، ولعن عبيد الله بن زياد وأباه ولعن عتاة بني اُميّة ، ثمّ قال : أيّها النّاس ، إنّ هذا الحسين بن علي خير خلق الله ، ابن فاطمة بنت رسول الله (ص) ، وأنا رسوله إليكم وقد خلّفته بالحاجر فأجيبوه. فأمر به ابن زياد فرُمي من أعلى القصر فتكسّرت عظامه وبقي به رمق ، فأتاه رجل يقال له عبد الملك بن عُمير اللخمي فذبحه ، فعيب عليه ، فقال : أردت أنْ اُريحه. ويقال : أنّ عبد الملك هذا كان قاضي الكوفة وفقيهها ، وما ينفعه فقهه مع شنيع فعله! فبلغ الحسين (ع) قتله ، فاسترجع واستعبر ولمْ يملك دمعته ثمّ قرأ : (فَمِنْهُم مّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدّلُوا تَبْدِيلاً). ثمّ قال (ع) : «جعل الله له الجنّة ثوابا ً. اللهمَّ ، اجعل لنا ولشيعتنا منزلاً كريماً ، واجمع بيننا وبينهم في مستقرٍ من رحمتك ورغائب مدخور ثوابك ، إنّك على كلّ شيء قدير».
يَستنْجعُون الرَّدى شوقاً لغايتِهِ |
|
كأنّما الضَّربُ في أفواهها الضَّربُ |
واستأثَرُوا بالرَّدى من دونِ سيِّدهمْ |
|
قصداً وما كُلّ إيثارٍ به الأربُ |