الدموع عليه كلّ مسيل. ولا بأس أنْ يرتجّ هذا الموضع بالبكاء حزناً لقتل مسلم بن عقيل ، فمسلم هو الذي وصفه الحسين (ع) في كتابه إلى أهل الكوفة بقوله : «إنّي باعث إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل». وكفى بهذه الشهادة من الحسين (ع) في جلالة قدر مسلم أنْ يكون ثقة الحسين (ع) من أهل بيته ، ومسلم رضوان الله عليه أول قتيل من أهل البيت في نصرة الحسين (ع) ، وجثّته أول جثّة صُلبت ، ورأسه أول رأس حُمل منهم ، وأول رجل قُتل عطشان منهم.
يا مسلمُ بنَ عقيلٍ لا أغبَّ ثرَى |
|
ضريحِكَ المُزنُ هطّالاً وهتَّانَا |
ولو تكونُ بسقياهُ السَّما بَخلتْ |
|
سقيتُهُ من دموعِ العينِ غُدْرانَا |
بذلتَ نفسَكَ في مرضاةِ خالِقِها |
|
حتّى قضيتَ بسيفِ البغْي ظمْآنَا |