بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فضّل المجاهدين على القاعدين درجات ، ورفع منازل الشهداء في أعالي الجنّات ، وجعل الذين قُتلوا في سبيله أحياءً عند ربّهم يُرزقون غير أموات ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد أشرف البريّات ، وأفضل المخلوقات ، وعلى آله الأئمة الهداة ، الذين ابتلوا بأعظم البليّات ، وأفجع الرزايا والمصيبات.
وبعد ، فيقول العبد المفتقر إلى عفو ربّه الغني ، محسن ابن المرحوم السيّد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي ، نزيل دمشق الشام ، عفا الله عن سيّئاته : هذا كتاب (المجالسُ السَّنيّة في مناقب ومصائب العترة النبويّة) وهو خمسة أجزاء ؛ أربعة منها في ذكر مصيبة الحسين (ع) التي هي أعظم مصائب أهل البيت عليهمالسلام. والجزء الأول من الأربعة ـ وهو هذا الجزء ـ في تاريخ مولده ومقتله ، وقدر عمره ومدّة خلافته ، وكنيته ولقبه ونقش خاتمه ، وعدد أولاده ، وصفته ونُبذ في مناقبه وسيرته ، وخُطَبه ونظم الشعر في رثائه وزيارته ، وما جرى له بعد موت معاوية ، وكيفيّة شهادته ، وما جرى بعد قتله إلى رجوع أهل بيته إلى المدينة وما يتعلّق بذلك.
والجزء الثاني والثالث والرابع : في جملة من مناقب أهل البيت عليهمالسلام ، وجملة من الغزوات ، والمواعظ والآداب ، وأخبار السلف المستحسنة ، وغير ذلك ممّا فيه فوائد نافعة للمستمع مع التخلّص إلى ذكر المصيبة على الطريقة المألوفة بأنسب وجه وأجمل طريق ، ناقلاً ذلك من الكتب المعتمدة المشهورة لمؤرّخي الإسلام.
والجزء الخامس فيما يتعلّق بأحوال النبي (ع) والزهراء والأئمة (ع) ومناقبهم على أبسط وجه وأحسن ترتيب.
والله المسؤول أنْ يكون عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، مقبولاً عنده تعالى وعند نبيّه وعترته الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.