فلمّا خطب هذه الخطبة وسمعت بناته واُخته زينب كلامه ، بكين وارتفعت أصواتهن ، فوجّه إليهنّ أخاه العبّاس وعليّاً ابنه ، وقال لهما : «سكّتاهن ، فلعمري ليكثرن بكاؤهن».
يرى الفُراتَ ولا يحْظَى بموردِهِ |
|
ليتَ الفراتَ غدا منْ بعدهِ يَبسَا |
تحوطُهُ من بني عدنانَ أغلمةٌ |
|
بيضُ الوجوهِ كرامٌ سادةٌ رُؤسا |
______________________
الرجال كما يُذاد البعير الصاد». الصاد (بلفظ حرف الهجاء) : أصله الصَّيد (بكسر الياء) فقُلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها : وهو الذي به داء الصَّيد ، وهو داءٌ يأخذ في رأس البعير لا يقدر منه أنْ يلوي عُنقه وبه شُبّه المتكبّر ، فقيل : أصيد ـ كذا يُفهَم من الفائق ـ. قال : ويجوز أنْ يروى بكسر الدال ويكون فاعلاً من الصدى ، وهو العطش ـ اهـ ـ. وفيه : أنّ الصَّادي لا يُذاد عن الماء عادة بل يُسقى ، وفي القاموس : الصاد والصَّيد (بالكسر ويحرّك) : داء يصيب الإبل فتسيل اُنوفها فتسمو برأسها. وبعير صاد : أي ذو صاد ، والصَّاد : عرق بين عينَي البعير ومنه يصيبه الصَّيد ـ اهـ ـ وإنّما يُذاد لئلاّ يعدي غيره ، أو لأنّ الماء يضرّه. وبعض يقولها : الصادر ، وهو خطأ مخالف للرواية مع أنّ الصادر لا يحتاج إلى الذياد. ـ المؤلّف ـ