.................................................................................................
______________________________________________________
وهذه الأسماء لا خلاف في وضعها لهذه المعاني المذكورة.
بقي معنا مما عددنا ثلاثة أسماء : المتلاحمة ، والدامية ، والحارصة. وها هنا اسم أخر الباضعة ، فهي أربعة ألفاظ لثلاثة معان.
ما يأخذ في اللحم كثيرا ، ما يأخذ في اللحم يسيرا ، ما لا يأخذ في اللحم شيئا بل يقشر الجلد خاصة.
فالحارصة : هي التي تقشر الجلد ، ومنه يقول : حرص القصار الثوب ، إذا خرقه ، وهو إجماع.
والمتلاحمة : هي التي تأخذ في اللحم كثيرا.
ولا إشكال في وضع هذين اللفظين بإزاء هذين المعنيين.
وانما الإشكال في لفظين : الدامية ، والباضعة.
فمنهم من جعل الدامية مرادفة للحارصة ، كالشيخ (١) وهو ظاهر التقي (٢) وابن زهرة (٣) حيث أسقطا لفظ الحارصة وذكرا لفظ الدامية ، وهو ظاهر ابن حمزة أيضا (٤) حيث أسقط لفظ الدامية وجعل الحارصة هي التي تقشر الجلد دون اللحم.
__________________
(١) النهاية باب القصاص وديات الشجاج ص ٧٧٥ س ١٠ قال : والجراحات ثمانية : أولها الحارصة وهي الدامية.
(٢) الكافي ، الديات ، ص ٣٩٩ س ٢١ قال : أولها : الدامية إلى أخره ولم يذكر الحارصة.
(٣) الغنية (في الجوامع الفقهية) ص ٦٢١ س ٣٤ قال : فأولها في الدامية إلى أخره ، ولم يذكر الحارصة.
(٤) الوسيلة في بيان احكام الشجاج والجراح ص ٤٤٤ س ٩٩ قال : فالحارصة : الدامية إلى أخره ولا يخفى انه جعل الدامية مرادفا للحارصة ولم يسقطها كما توهمه المصنف.