لأنه قارون بن يصهر (١) بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ، وموسى ابن عمران بن قاهث (٢) وقال ابن إسحاق : كان قارون عم موسى كان أخا عمران وهما ابنا يصهر ولم يكن في بني إسرائيل أقرأ للتوراة من قارون ، ولكنه نافق كما نافق السّامري (٣) وكان يسمى المنوّر (٤) لحسن صورته (٥).
وقال (٦) ابن عباس : إنه كان ابن خالته (٧) ، فبغى عليهم ، وقيل : كان عاملا (٨) لفرعون على بني إسرائيل ، وكان يبغي عليهم ويظلمهم (٩) ، وقال قتادة : «بغى عليهم» بكثرة المال (١٠) (ولم يرع لهم حق الإيمان بل استخف بالفقراء) (١١).
وقال الضحاك : بغى عليهم بالشرك (١٢) ، وقال القفال : طلب الفضل عليهم وأن يكونوا تحت يده (١٣) ، وقال ابن عباس : تكبّر عليهم وتجبر (١٣) ، وقال الكلبي : حسد هارون على الحبورة (١٣) ، وروي أن موسى عليهالسلام (١٤) لما قطع الله له البحر ، وأغرق فرعون جعل الحبورة لهارون فحصلت له النبوة والحبورة وكان له القربان والمذبح وكان لموسى الرسالة ، فوجد قارون لذلك في نفسه ، وقال يا موسى لك الرسالة ولهارون الحبورة ، ولست في شيء ، لا أصبر أنا على هذا ، فقال موسى : والله ما صنعت ذلك لهارون بل جعله الله فقال قارون له : فوالله لا أصدّقك أبدا حتى تأتيني بآية (١٥) يعرف بها أن جعل ذلك لهارون ، قال : فأمر موسى رؤساء بني إسرائيل أن يجيء كلّ رجل منهم بعصاه فجاءوا بها ، فألقاها موسى عليهالسلام (١٦) في قبة له وكان ذلك بأمر الله ودعا موسى ربه أن يريهم بيان ذلك ، فباتوا يحرسون عصيهم ، فأصبحت عصا هارون تهتز لها ورق أخضر (١٧) وكانت من شجر اللوز ، فقال موسى لقارون : ألا ترى ما صنع الله لهارون ، فقال : والله ما هذا بأعجب مما تصنع من السحر ، فاعتزل قارون ومعه ناس كثير وولي هارون الحبورة والمذبح والقربان ، وكانت بنو إسرائيل يأتون بهداياهم إلى هارون (١٨) فيضعها في المذبح وتنزل نار من السماء فتأكلها ، واعتزل قارون بأتباعه وكان كثير المال والتّبع من بني إسرائيل ، فما كان يأتي موسى ولا يجالسه.
__________________
(١) في ب : بصرم.
(٢) انظر البغوي ٦ / ٣٦٠ ـ ٣٦١ ، الفخر الرازي ٢٥ / ١٤.
(٣) انظر البغوي ٦ / ٣٦١.
(٤) في النسختين : النور.
(٥) انظر الفخر الرازي ٢٥ / ١٤.
(٦) في ب : وعن.
(٧) انظر الفخر الرازي ٢٥ / ١٤.
(٨) في ب : غلاما.
(٩) وهو قول يحيى بن سلّام وابن المسيب. انظر القرطبي ١٣ / ٣١٠.
(١٠) انظر البغوي ٦ / ٣٦١.
(١١) ما بين القوسين سقط من الأصل.
(١٢) انظر البغوي ٦ / ٣٦١.
(١٣) انظر الفخر الرازي ٢٥ / ١٥.
(١٤) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٥) في ب : بحجة.
(١٦) في ب : عليه الصلاة والسلام.
(١٧) أخضر : تكملة من الفخر الرازي.
(١٨) في ب : قارون.