ويعقوب بالتخفيف (١) وسمّاك بن حرب (٢) «الغرور» (٣) ـ بالضم ـ وهو (٤) مصدر ، والعامة بالفتح صفة مبالغة كشكور وفسر بالشيطان على أنه يجوز أن يكون المضموم مصدرا واقعا وصفا للشيطان.
قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...) الآية ، نزلت في الوارث (٥) بن حارثة محارب بن خصفة أتى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من البادية فسأله عن الساعة ووقتها ، وقال إن أرضنا أجدبت فمتى ينزل الغيث؟ وتركت امرأتي حبلى فمتى تلد؟ وقد علمت أين ولدت فبأي أرض أموت؟ فأنزل الله هذه الآية روي أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «مفاتيح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير» (٦). قال ابن الخطيب : قال بعض المفسّرين : إن الله تعالى نفى (علم (٧)) أمور خمسة عن غيره بهذه الآية وهو كذلك لكن المقصود ليس ذلك لأن الله يعلم الجوهر الفرد والطوفان وتقلب الريح من المشرق إلى المغرب كم مرة ويعلم أين هو ولا يعلمه غيره ويعلم أنه (ذرّه (٨)) في بريّة لا يسلكها أحد ولا يعلمها غيره فلا وجه لاختصاص هذه الأشياء بالذكر وإنّ الحق فيه أن نقول لما قال : اخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده وذكر أنه كائن بقوله : (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ) كأن قائلا قال : فمتى يكون هذا اليوم؟ فأجيب بأن هذا العلم مما لم يحصل لغير الله ولكن هو كائن (٩).
قوله : (ما ذا تَكْسِبُ) يجوز أن تكون «ما» استفهامية فتعلق الدراية ، وأن تكون موصولة فينتصب (١٠) بها ، وقد تقدم حكم «ماذا» أول الكتاب وتكرر في غضونه.
قوله : (بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (بِأَيِّ أَرْضٍ) متعلق «بتموت» وهو متعلق للدراية فهو في محل نصب ، وقرأ أبيّ بن كعب وموسى (١١) الأهوازيّ «بأية أرض» على تأنيثها (١٢) ، وهي
__________________
(١) في «ب» بالخفيفة أي بالنون الخفيفة. وانظر هذه القراءة في البحر ٧ / ١٩٤ والدر المصون ٤ / ٣٥٢.
(٢) سمّاك بن حرب بن أوس البكري الذّهليّ أبو المغيرة الكوفي أحد الأعلام التابعين عن جابر بن سمرة ، والنعمان بن بشير له نحو مائتي حديث.
انظر : خلاصة الكمال ١٥٥ و ١٥٦ وقد مات سنة ١٢٣ ه.
(٣) ذكر هذه القراءة ابن جني في المحتسب ٢ / ١٧٢.
(٤) البحر المحيط ٧ / ١٩٤.
(٥) انظر : الكشاف ٣ / ٢٣٨ والقرطبي ١٤ / ٨٣ وزاد المسير ٦ / ٣٢٩ و ٣٣٠.
(٦) الحديث رواه الإمام البخاري ٣ / ١٧٤ و ١٧٥ عن ابن عمر ، وانظر مسند الإمام أحمد ٢ / ٢٤ ، ٥٢ ، ٥٨.
(٧) ساقط من «ب».
(٨) ساقط من «ب».
(٩) انظر : تفسير الفخر الرازي ٢٥ / ١٦٤.
(١٠) ذكره ابن الأنباري في البيان ٢ / ٢٥٧.
(١١) لم أقف عليه.
(١٢) نقلها ابن خالويه في المختصر ١١٧.