مواهب الرحمن في تفسير القرآن [ ج ١٠ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في مواهب الرحمن في تفسير القرآن

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

كلّية سارية في جميع الأزمنة والمجتمعات. ولا حاجة بعد ذلك الى سرد تلك الروايات والمناقشة فيها بعد ما عرفت.

وفي تفسير العياشي بإسناده عن أبي بصير قال : «سمعت الصادق عليه‌السلام يقول : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) من زعم أنّ الخمر حرام ثمّ شربها ، ومن زعم أنّ الزنا حرام ثمّ زنا ، ومن زعم أنّ الزكاة حقّ ولم يؤدّها.

أقول : يستفاد من هذه الرواية امور :

الأوّل : أنّ المعصية ـ سواء كانت فعل محرّم أو ترك واجب ـ مرتبة من الكفر ولو كانت أدناها ، فلا تنافي بين هذه الرواية وما تسالموا عليه من أنّ ترك الواجب أو فعل الحرام لا يوجب الكفر ، أي بالمرتبة العالية.

أو يجمع بينهما بأنّ الرواية في مقام بيان إنكار أصل الحكم وجحوده ، فيرجع الى إنكار الضروري الّذي يؤدّي الى الكفر بالاتّفاق ، كما ذكرناه في كتابنا (مهذب الأحكام).

الثاني : سياق الآية المباركة وإن كان في الكفر في اصول الدين بأعلى مراتبه ـ كما يدلّ ذيلها ـ إلّا أنّ تمسّك الإمام عليه‌السلام بها في الكفر في الفروع تكون قرينة على أنّ الكفر الوارد فيها عامّ بجميع مراتبه ، فيشمل الكفر في الفروع أيضا.

الثالث : لا بدّ في الإيمان من الحجّة الظاهريّة ؛ لأنّ الاعتقاد أو الزعم لا يتحقّق إلّا بها وأنّ المدار عليها ، لا الواقع المستور عنا ، كما ذكرنا ذلك مفصّلا في كتابنا (تهذيب الأصول).

الرابع : أنّ للاختيار دخلا في كلّ منهما ، فلا عبرة بما لا يكون كذلك ، كما هو المنساق من الآية المباركة وظاهر الرواية.

وفي الدّر المنثور في قوله تعالى : (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) عن أنس قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله يقول كلّ يوم أنا ربّكم العزيز ، فمن أراد عزّ الدارين فليطع العزيز».