بين يدي رسول الله (ص) والجيش من خلفه وقد قتل الله بسيفه صناديد المُشركين ، ولكن أين رجوع أمير المؤمنين (ع) من حرب اُحد إلى المدينة بتلك الحالة وخطابه لفاطمة عليهاالسلام ، من رجوع ولده الحسين (ع) يوم كربلاء من حرب الأعداء إلى الخيمة وقد خضب الدّم سيفه ويده ، وخطابه لزينب بنت فاطمة عليهماالسلام؟! وذلك لمّا قُتلت أنصاره وأهل بيته ، وبقي وحيداً فريداً لا ناصر له ولا مُعين ، فجعل ينادي : «هل من ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله (ص)؟ هل من مُوحّدٍ يخاف الله فينا؟ هل من مُغيث يرجو الله في إغاثتنا؟». ثُمّ تقدّم إلى باب الخيمة ، وقال لاُخته زينب : «ناوليني ولدي الصّغير». فناولته ابنه عبد الله ، فأومى إليه ليُقبّله ، فرماه حرملة بن كاهل بسهمٍ فوقع في نحره فذبحه ، فقال (ع) لزينب : «خُذيه». وفاطمة عليهاالسلام وإنْ قُتل يوم اُحد عمُّ أبيها حمزة بن عبد المطّلب ، لكن هوّن عليها مصاب حمزة سلامة أبيها رسول الله (ص) وبعلها علي ؛ أمّا زينب عليهاالسلام فقد شاهدت قتل أخيها الحسين (ع) وباقي إخوتها إلى تمام سبعة عشر رجلاً من أهل بيتها ، ما بين كهول وشبّان ما لهم على وجه الأرض شبيه ، ولم يبقَ عندها غير العليل زين العابدين (ع) أسير ابن سعد وابن مرجانة وابن هند.
مُصيبةٌ بكتْ السّبعُ الشّداد لها |
|
دماً ورزءٌ عظيمٌ غير محتملِ |