فأخذها الأعرابي وبكى. فقال له الحسين (ع) : «لعلّك استقللت ما أعطيناك؟». قال : لا ، ولكن كيف يأكل التراب جودك؟! ووُجِد على ظهر الحسين (ع) يوم الطفّ أثر ، فسألوا زين العابدين (ع) عن ذلك ، فقال : «هذا ممّا كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين».
ووُجِد على ظهره (ع) يوم الطفّ أثر آخر ، هو أوجع للقلوب من هذا الأثر ، وهو أثر حوافر الخيل التي داست بحوافرها صدره الشريف وظهره ؛ وذلك حين أمر ابن سعد عشرة فوارس أنْ يدوسوا بحوافر خيولهم صدره وظهره ؛ تنفيذاً لِما أمر به ابن زياد. ففعلوا ، وأقبلوا إلى ابن زياد وهم يقولون
نحنُ رَضضْنَا الصَّدرَ بعد الظَّهْرِ |
|
بكلِّ يعبوبٍ شديدِ الأسرِ |
فقال ابن زياد : مَن أنتم؟ قالوا : نحن الذين وطأنا بخيولنا جسد الحسين حتّى طحنّا جناجن صدره.
تَطأُ الصّواهلُ جسمَهُ وعلى القنَا |
|
من رأسهِ المرفوعِ بدرُ سماءِ |
عقَرتْ بناتُ الأعوجيّةِ هلْ دَرتْ |
|
ما يُستباحُ بها وماذا يُصنعُ |