والحسن والحسين عليهمالسلام وعقيلاً ، فقال له مسلم : أنت وأبوك أحقّ بالشتيمة ، فاقضِ ما أنت قاضٍ يا عدوّ الله. فقال ابن زياد : اصعدوا به فوق القصر واضربوا عنقه. فصعد به بكر بن حمران ، وهو يكبّر ويستغفر الله ويُسبّحه ، ويصلّي على رسول الله (ص) ، ويقول : اللهمّ ، احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذّبونا وخذلونا. فضرب عنقه واتبع رأسه جسده. فلمّا بلغ خبره الحسين (ع) ، استعبر باكياً ، ثمّ قال : «رحم الله مُسلماً ، فلقد صار إلى رَوح الله وريحانه ، وتحيّاته ورضوانه ، أما أنّه قد قضى ما عليه وبقي ما علينا». ثمّ أنشأ يقول :
فإنْ تكُنْ الدُّنيا تُعدُّ نفيسةً |
|
فإنّ ثوابَ اللهِ أعلى وأنبلُ |
وإنْ تكُنْ الأبدانُ للموتِ اُنشئتْ |
|
فقتلُ امرئٍ بالسّيفِ في اللهِ أفضلُ |
وإنْ تكُنْ الأرزاقُ قِسْماً مُقدّراً |
|
فقلّةُ حِرصِ المرءِ في السَّعي أجملُ |
وإنْ تكُنْ الأموالُ للتّركِ جَمعُها |
|
فما بالُ متروكٍ به المرءُ يبخلُ |