وتركوا زيارته ، وحُرث وزُرع. وفي كتاب جواهر المطالب لأبي البركات شمس الدِّين محمَّد الباغندي ، قال :
ذكر ابن الكلبي إنّ الماء اُجري على قبر الحسين (ع) ليعفى قبرُه وأثره ، فنضب الماء أربعين يوماً ، فجاء أعرابيٌّ من بني أسد فجعل يأخذ من التُّراب قبضةً قبضة ويشمُّها حتّى وقع على قبر الحسين (ع) ، فشمَّ رائحةً أزكى من المسك فبكي ، وقال : بأبي أنت واُمّي! ما أطيبك وأطيب تربتك وما حوت! ثمّ أنشد :
أرادوا ليُخفُوا قبرَهُ عنْ وليِّهِ |
|
وطيبُ تُرابِ القبرِ دلَّ على القبرِ |
ولم يكفِ ما جرى على الحسين (ع) من طُغاة بني اُميّة حتّى جاء فراعنة بني العبّاس ، وقفوا على أعمال بني اُميّة ، واقتدوا بهم في قبائح أفعالهم من أهل البيت عليهمالسلام ، كما قال الشّريف الرضي :
أَلا لَيسَ فِعلُ الأَوَّلينَ وَإِن عَلا |
|
عَلى قُبحِ فِعلِ الأَخَرينَ بِزائِدِ |
ولله درّ القائل :
تاللَهِ إِنْ كانَتْ أُمَيَّةُ قَد أَتَتْ |
|
قَتلَ اِبنِ بِنتِ نَبِيِّها مَظلوما |
فَلَقَد أَتاهُ بَنو أَبيهِ بِمِثلِهِ |
|
هذا لَعَمرُكَ قَبرُهُ مَهدوما |
أَسِفوا عَلى أَن لا يَكونوا شارَكوا |
|
في قَتلِهِ فَتَتَبَعوهُ رَميما |