ثُمَّ ادَّعاها بَنو العَبّاسِ ملكَهُمُ |
|
وَما لَهُمْ قَدَمٌ فيها وَلا قِدَمُ |
أَمّا عَلَيٌّ فَقَد أَدنى قَرابَتَكُمْ |
|
عِندَ الوِلايَةِ إِنْ لَم تُكفَرِ النِّعَمُ |
هل يُنكرُ الحَبرُ عبدُ الله نِعمَتَهُ |
|
أَبوكُمُ أَمْ عُبَيدُ اللَهِ أَمْ قثَمُ |
بِئسَ الجَزاءَ جَزَيتُم في بَني حَسَنٍ |
|
أَبوهُمُ العَلَمُ الهادي وَأُمُّهُمُ |
لا بَيعَةٌ رَدَعَتكُمْ عَن دِمائِهِمُ |
|
وَلا يَمينٌ وَلا قُربى وَلا ذِمَمُ |
هَلاّ صَفَحتُمْ عَنِ الأَسرى بِلا سَبَبٍ |
|
لِلصافِحينَ بِبَدرٍ عَن أَسيرِكُمُ |
هَلاّ كَفَفتُمْ عَنِ الدِّيباجِ أَلسُنَكُمْ |
|
وَعَن بَناتِ رَسولِ اللَهِ شَتمَكُمُ |
ما نُزِّهَت لِرَسولِ اللَهِ مُهجَتُهُ |
|
عَنِ السِّياطِ فَهَلاّ نُزِّهَ الحَرَمُ |
ما نالَ مِنهُمْ بَنو حَربٍ وَإِنْ عَظُمَتْ |
|
تِلكَ الجَرائِمُ إِلاّ دونَ نَيلُكُمُ |
يقول : جرائم بني اُميّة إلى آل رسول الله (ص) وإنْ كانت عظيمة ؛ كقتلهم حمزة يوم اُحد ، ودسِّهم السّمَّ إلى الحسن بن علي (ع) حتّى تقيّأ كبده قطعة قطعة ، ومنعهم من دفنه عند جدِّه (ص) ، وقتلهم الحسين (ع) بتلك الحالة الفظيعة ، وسبيهم نساءه وأولاده ، وقتلهم زيد بن علي (رضي الله عنه) وصلبه عارياً ثلاث سنوات حتّى عششت الفاختة في جوفه ، وقتلهم يحيى بن زيد ، إلى غير ذلك من فظائعهم ، إلاّ أنّكم يا بني العبّاس قد اقتفيتم في ذلك آثار بني اُميّة وزدتم عليهم.
كَمْ غَدرَةٍ لَكُمُ في الدِّينِ واضِحَةٍ |
|
وَكَمْ دَمٍ لِرَسولِ اللَهِ عِندَكُمُ |
أَأَنتُمُ آلُهُ فيما تَرَونَ وَفي |
|
أَظفارِكُمْ مِن بَنيهِ الطَّاهِرينَ دَمُ |
فمن الدِّماء التي لرسول الله (ص) عند بني العبّاس ؛ دماء أولاد الحسن السّبط (ع) الذي قتلهم المنصور ، بعضهم بالسّيف كمحمَّد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن المثنى ، وبعضهم هدم عليهم الحبس كعبد الله بن الحسن وباقي أولاده ، وكانوا ثلاثة عشر رجلاً. ومن الدِّماء التي لرسول الله (ص) عند بني العبّاس ؛ دم موسى بن جعفر (ع) الذي سمّه الرشيد بعد ما حبسه سبع سنين ، ودم ولده علي بن موسى الرضا (ع) الذي سمّه المأمون ، ودم الحسين صاحب فخ ، وغيرهم ممّن قتلوه بالسّيف أو السّمِّ ، أو بنوا عليهم الحيطان وهم أحياء.
هَيهاتَ لا قَرَّبَت قُربى وَلا رَحِمٌ |
|
يَوماً إِذا أَقصَتِ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ |
كانَت مَوَدَّةُ سَلمانٍ لَهُ رَحِما وَلَم |
|
يَكُن بَينَ نوحٍ وَاِبنِهِ رَحِمُ |