باؤوا بِقَتلِ الرِّضا مِن بَعدِ بَيعَتِهِ |
|
وَأَبصَروا بَعضَ يَومٍ رُشدَهُم فَعَموا |
لَبِئسَ ما لَقِيَت مِنهُم وَإِنْ بَلِيَتْ |
|
بِجانِبِ الطَّفِّ تِلكَ الأَعظُمُ الرِمَم |
ما كفى ما فعله بنو اُميّة من قتل الحسين (ع) وأهل بيته وأنصاره ، ورضِّ جسده الشّريف ، وسبي نسائه وذراريه من بلد إلى بلد ، وحمل رأسه ورؤوس أصحابه فوق الرّماح حتّى جاءت بنو العبّاس فبنت على ما أسّسته بنو اُميّة وزادت عليه ، ورامت أنْ تدرس قبر الحسين (ع) وتعفي أثره ، فأدار المتوكّل الماء على القبر الشّريف ، وأمر بحرثه وإعفاء أثره ، ومنع النّاس من زيارته : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ).
بَنى لَهُمُ الماضونَ آساسَ هَذِهِ |
|
فَعَلّوا عَلى آساسِ تِلكَ القَواعِدِ |
أَلا لَيسَ فِعلُ الأَوَّلينَ وَإِنْ عَلا |
|
عَلى قُبحِ فِعلِ الأَخَرينَ بِزائِدِ |
إلى أن يقول أبو فراس رحمه الله ، مخاطباً لبني العبّاس :
خَلّوا الفَخارَ لِعَلاّمينَ إِنْ سُئِلوا |
|
يَومَ السُؤالِ وَعَمّالينَ إِنْ عَلِموا |
لا يَغضَبونَ لِغَيرِ اللَهِ إِنْ غَضِبوا |
|
وَلا يُضيعونَ حُكمَ اللَهِ إِنْ حَكَموا |
تَبدو التِّلاوَةُ مِن أَبياتِهِم أَبَداً |
|
وَفي بُيوتِكُمُ الأَوتارُ وَالنَّغَمُ |
مِنكُم عُلَيَّةُ أَمْ مِنهُم وَكانَ لَهُم |
|
شَيخُ المُغَنّينَ إِبراهيمُ أَمْ لَكُمُ |
إذا تلَوا سورةً غنّى خطيبُكُم |
|
قفْ بالدِّيارِ الّتي لمْ يعفِها القِدَمُ |
ما في دِيارِهِمُ لِلخَمرِ مُعتَصَرٌ |
|
وَلا بُيوتُهُمُ لِلسّوءِ مُعتَصَمُ |
البيتُ والرُّكنُ وَالأَستارُ مَنزِلُهُم |
|
وَزَمزَمٌ وَالصَّفا وَالخيفُ وَالحَرَمُ |
وليس منْ قَسمٍ في الذِّكرِ نعرفُهُ |
|
إلاّ وهُمْ غيرُ شكٍّ ذلكَ القَسمُ |
صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم أَينَما ذُكِروا |
|
لأنَّهُمُ لِلوَرى كَهفٌ وَمُعتَصَم |
يقول أبو فراس رحمه الله :
البيتُ والرُّكنُ وَالأَستارُ مَنزِلُهُم |
|
وَزَمزَمٌ وَالصَّفا وَالخيفُ وَالحَرَمُ |
ألا لعن الله مَن أزعجهم عن منازلهم وطردهم منها ، وأخاف أبا عبد الله الحسين (ع) حتّى أخرجه عن مدينة جدِّه وهو يتلو : (فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ). ولم يكتفِ بذلك حتّى