أو لاثنين والثاني هو (مِنْ دُونِ اللهِ) فمن رفع «مودة» كانت خبر مبتدأ مضمر أي هي مودة أي ذات مودة ، أو جعلت نفس المودة مبالغة والجملة حينئذ صفة «لأوثانا» (١) ، أو مستأنفة (٢) ، ومن نصب كانت مفعولا به (٣) ، أو بإضمار «أعني».
الثالث : أن تجعل «ما» مصدرية ، وحينئذ يجوز أن تقدر مضافا من الأول أي أن سبب اتخاذكم أوثانا من دون الله (مودة (٤) فيمن رفع مودة ، ويجوز أن لا يقدر بل يجعل نفس الاتحاد) (٥) هو المودة مبالغة (٦) (و) (٧) في قراءة من نصب يكون الخبر محذوفا على ما مرّ في الوجه الأوّل.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي برفع «مودّة» غير منونة ، وجر «بينكم» (٨) ، ونافع (٩) وابن (١٠) عامر وأبو بكر (١١) بنصب «مودّة» (منونة (١٢) ونصب «بينكم» وحمزة وحفص (١٣) بنصب «مودة») غير منونة وجر بينكم ، فالرفع قد تقدم ، والنصب أيضا تقدم فيه وجهان. ويجوز وجه ثالث وهو أن يجعل مفعولا ثانيا على المبالغة والإضافة للاتساع في الظرف (١٤) كقولهم : «يا سارق الليلة أهل الدار» من نصبه فعلى أصله (١٥) ، ونقل عن عاصم (١٦) أنه رفع «مودة» غير منونة ، ونصب بينكم وخرجت إضافة «مودة» للظرف ،
__________________
(١) التبيان ٢ / ١٠٣٠ ، والدر المصون ٤ / ٣٠١.
(٢) انظر : البحر المحيط ٧ / ١٤٨ ، ومعاني القرآن ٢ / ٣١٦ ، والدر المصون ٤ / ٣٠١.
(٣) التبيان ٢ / ١٠٣٠ ، والكشف ٢ / ١٧٨ والمشكل ٢ / ١٦٨.
(٤) التبيان ٢ / ١٠٣٠.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من ب.
(٦) انظر : البحر المحيط ٧ / ١٤٨.
(٧) ساقط من أ.
(٨) انظر : المراجع السابقة.
(٩) نافع : نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم أبو عبد الرحمن الليثي مولاهم أحد القراء السبعة والأعلام ، ثقة ، صالح ، أخذ عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، وأبي جعفر القارىء وغيرهما ، مات سنة ١٦٩ ، انظر : غاية النهاية ٢ / ٣٣٠.
(١٠) ابن عامر : عبد الله بن عامر بن يزيد بن عمران اليحصبي ، إمام أهل الشام في القراءة ، وإليه انتهت مشيخة الإقراء بها مات سنة ١١٨ ه ، انظر : غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٢٤.
(١١) أبو بكر بن سالم الأسدي الكوفي الإمام أحد الأعلام مولى واصل الأحدب ، وكان ضابطا ، اختلف في اسمه ، قرأ على عاصم ، وروى عن إسماعيل السدي ، وأبي حصين ، مات سنة ١٩٣ ه. انظر : غاية النهاية ١ / ٣٢٥ ، ومعرفة القراء الكبار للذهبي ١ / ١٣٤ و ١٣٨ ، وخلاصة الكمال للخزرجي ٤٤٥.
(١٢) ما بين المعقوفين ساقط من النسخة ب.
(١٣) حفص : هو حفص بن سليمان أبو عمرو البزاز ، أخذ عن عاصم مرتفعا إلى علي بن أبي طالب من رواية أبي عبد الرحمن السلمي ، مات حفص قبل الطاعون سنة ١٣١ ه. انظر : الفهرست لابن النديم ٤٣.
(١٤) انظر : حجة ابن خالويه ٢٨٠.
(١٥) لأنه ظرف والأصل فيه النصب ، على أن مكي أجاز نصبه على أنه صفة لمودة ، الكشف ٢ / ٢٧٨.
(١٦) عاصم بن بهدلة بن أبي النجود أبو بكر الأسدي مولاهم الكوفي شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء ـ