وأضعف منه القول بفساد الطارئ وتزلزل الأول (١) ؛ لاستلزام فساده عدم الوجه في تزلزله ؛ إذ المقتضي له وثبوت الفسخ لهما هو الجمع المرتفع بفساد الثاني. وربما قيل بتزلزله ولزوم الأوّل (٢) ؛ للأصل فيه ، وإلحاق الأول (٣) بالفضولي.
وبما قرّرنا يظهر الجواب عنه.
ومراعاة الاحتياط في أمثال المقام أولى ؛ لإمكان تطرّق القدح إلى ما قدّمناه في وجه الاستدلال بالمعتبرة (٤) من توجيه المعصية بعدم امتثال النهي ؛ لوجود مثلها في العبد ، لورود النهي عن تزويجه بخصوصه في الصحيح ، فكيف يقال : إنّه ما عصى الله تعالى؟!
فظهر أنّ المراد من المعصية غير ما ذكر ، والظاهر أنّ المراد بها هنا : مخالفة الإذن في نفس العقد من حيث هو هو ، فيصحّ إطلاق عدم معصية العبد لله سبحانه في تزويجه بدون إذن سيّده ؛ لكونه بنفسه مأذوناً فيه له منه تعالى ولغيره ، غاية الأمر توقّفه على إذن السيّد ، وحيث لم يتحقّق يصدق عليه أنّه عصاه ، أي خالف إذنه.
وحينئذٍ تكون تلك المعتبرة بالدلالة على الصحّة هنا أقرب ، من حيث مشابهته لتزويج العبد في عدم مخالفته (٥) لإذنه سبحانه ؛ إذ تزويج ابنة الأخ مثلاً مأذون فيه من حيث إنّه تزويج ، كما أنّ تزويج العبد من حيث إنّه تزويج مأذون فيه منه سبحانه ، ولكن المانع وهو اعتبار إذن السيّد
__________________
(١) انظر السرائر ٢ : ٥٤٥.
(٢) قال به الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٤٨٠.
(٣) أي الثاني. منه رحمهالله.
(٤) راجع ص ١٨٥.
(٥) أي التزويج. منه رحمهالله.