تصادقهما عليه. لا مجرّد ظهور أماراته ، من تعجّر (١) الوجه وإحمراره أو اسوداده ، واستدارة العين وكمودتها إلى حمرة ، وضيق النفس ، وبحّة الصوت ، ونتن العرق ، وتساقط الشعر. فإنّها قد تعرض من غيره ، فلا يُخصّ بها الأصل المقطوع به.
نعم ، مجموع هذه العلامات قد يفيد أهل الخبرة به حصوله ، والعمدة على تحقّقه كيف كان.
( والبرص ) وهو : البياض أو السواد الظاهران على صفحة البدن لغلبة البلغم أو السوداء ، ويعتبر منه المتحقّق دون المشتبه بالبَهَق (٢) وغيره ؛ لما مرّ.
( والقرن ) بسكون الراء وفتحها ، قيل : هو عظم كالسنّ في الفرج يمنع الوطء ، ولو كان لحماً فهو العَفَل (٣) بالتحريك وفي اتّحادهما أو تغايرهما خلاف بين اللغويين والفقهاء ، وأكثر الفريقين على الاتّحاد ، وهو المرويّ في الخبرين :
أحدهما الصحيح : « المرأة تردّ من أربعة أشياء : من البرص ، والجذام ، والجنون ، والقرن وهو العفل ، ما لم يقع ، فإذا وقع عليها فلا » (٤) ونحوه الثاني (٥).
__________________
(١) تعجّر بطنه أي تعكّن ، والعُكنة : الطيّ الذي في البطن من السمن. راجع الصحاح ٢ : ٧٣٧ و ٥ : ٢١٦٥.
(٢) البَهَق : بياض يعتري الجلد يخالف لونه ، ليس من البرص. الصحاح ٤ : ١٤٥٣.
(٣) قال به الشهيد الثاني في الروضة ٥ : ٣٩٠.
(٤) الكافي ٥ : ٤٠٩ / ١٦ ، الفقيه ٣ : ٢٧٣ / ١٢٩٦ ، التهذيب ٧ : ٤٢٧ / ١٧٠٣ ، الإستبصار ٣ : ٢٤٨ / ٨٨٩ ، الوسائل ٢١ : ٢٠٧ أبواب العيوب والتدليس ب ١ ح ١.
(٥) الكافي ٥ : ٤٠٧ / ١٢ ، التهذيب ٧ : ٤٢٧ / ١٧٠٢ ، الإستبصار ٣ : ٢٤٨ / ٨٨٨ ، الوسائل ٢١ : ٢١٥ أبواب العيوب والتدليس ب ٣ ح ٢.