ثمان ، وبعث الحاج سنة تسع ، وحَجَّ هو عليه السلام سنة عشر ، وعاش بعدها ثمانين يوماً ، ثم قُبض صلّى الله عليه وآله (١) .
والجواب : المنع أوّلاً من تمكّنه من الحجّ ؛ فإنّه عليه السلام أحرم بالعمرة عام الحديبية فاُحصر (٢) .
وثانياً بالمنع من تأخير النبي عليه السلام عن عام الوجوب ؛ فإنّ الآية نزلت ـ وهي قوله تعالى : ( وَلِلَّهِ علىٰ النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (٣) الآية ـ سنة تسع (٤) ، وقيل : سنة عشر (٥) ، فبادر رسول الله صلّى الله عليه وآله بالحجّ من غير تأخير .
مسألة ٩ : الحجّ واجب على كلّ جامع للشرائط الآتية ، من ذكر واُنثى وخنثى .
وإن كان أعمى فإن افتقر إلى قائد وتمكّن من تحصيله والاستعانة به على حجّة إمّا بإجارة أو غيرها ، وجب عليه الحجّ بنفسه ، وليس له أن يستأجر من يحجّ عنه ـ وبه قال الشافعي وأحمد (٦) ـ لعموم الآية (٧) والأخبار .
وقال أبو حنيفة : لا يلزمه فرض الحجّ بنفسه ، فإن استأجر مَنْ يحجّ عنه ، جاز ـ وروى الكرخي عنه أنّه لا حجّ عليه (٨) ـ لأنّ الحجّ عبادة تعلّقت
__________________
(١) الحاوي الكبير ٤ : ٢٤ ـ ٢٥ ، فتح العزيز ٧ : ٣١ ، المجموع ٧ : ١٠٢ و ١٠٣ ، المغني ٣ : ١٩٦ ، الشرح الكبير ٣ : ١٨٢ ، حلية العلماء ٣ : ٢٤٣ .
(٢) كما في الحاوي الكبير ٤ : ٢٥ .
(٣) آل عمران : ٩٧ .
(٤ و ٥) كما في الحاوي الكبير ٤ : ٢٥ .
(٦) الحاوي الكبير ٤ : ١٤ ، المجموع ٧ : ٨٥ ، الوجيز ١ : ١١٠ ، فتح العزيز ٧ : ٢٧ ، حلية العلماء ٣ : ٢٤٠ .
(٧) آل عمران : ٩٧ .
(٨) فتح العزيز ٧ : ٢٧ .