جيش يزيد ـ عليه اللعنة والعذاب ـ على الحسين بن علي عليهالسلام وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم الأرواح والأموال ، وللمسلوبين عند الله أفضل الأحوال لما لحقهم من أعدائهم.
وهؤلاء علماء السوء الناصبون المشبهون بأنهم لنا موالون ، ولأعدائنا معادون ، يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا ، فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب ، لا جرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء العوام أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيمه وليه ، لم يتركه في يد هذا الملبس الكافر ، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب ، ثم يوفقه الله للقبول منه ، فيجمع له بذلك خير الدنيا والآخرة ، ويجمع على من أضله لعن الدنيا وعذاب الآخرة».
ثم قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : شرار علماء أمتنا المضلون عنا ، القاطعون للطرق إلينا ، المسمون أضدادنا بأسمائنا ، الملقبون بألقابنا ، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون ، ويلعنوننا ونحن بكرامات الله مغمورون ، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا ، عن صلواتهم علينا مستغنون».
ثم قال : «قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : من خير الخلق بعد أئمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال : العلماء إذا صلحوا.
قيل : فمن شرار (١٣) خلق الله بعد إبليس وفرعون ونمرود ، وبعد المتسمين بأسمائكم ، والمتلقبين بألقابكم ، والآخذين لأمكنتكم ، والمتأمرين في ممالككم؟ قال : العلماء إذا فسدوا ، وإنهم المظهرون للأباطيل ، الكاتمون للحقائق ، وفيهم قال الله عز وجل : (أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا) (١٤) الآية».
ثم قال الله عز وجل : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً).
قال الإمام عليهالسلام : «قال الله عز وجل [هذا] لقوم من هؤلاء اليهود كتبوا صفة زعموا أنها صفة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهي خلاف صفته ، وقالوا للمستضعفين منهم : هذه صفة النبي المبعوث في آخر الزمان : أنه طويل ، عظيم البدن والبطن ، أصهب (١٥) الشعر ، ومحمد خلافه ، وهو يجيء بعد هذا الزمان بخمسمائة سنة. وإنما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رئاستهم ، وتدوم لهم منهم إصابتهم ، ويكفوا أنفسهم مؤنة خدمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وخدمة علي عليهالسلام وأهل خاصته. فقال الله عز وجل : (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ) من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلي عليهماالسلام ، الشدة لهم من العذاب في أشق (١٦) بقاع جهنم (وَوَيْلٌ لَهُمْ) من الشدة في (١٧) العذاب ثانية ، مضافة إلى الأولى (مِمَّا يَكْسِبُونَ) من الأموال التي يأخذونها
__________________
(١٣) في المصدر و «ط» نسخة بدل : شرّ.
(١٤) البقرة ٢ : ١٥٩ و ١٦٠.
(١٥) الصهبة : الشقرة في شعر الرأس. «الصحاح ـ صهب ـ ١ : ١٦٦».
(١٦) في المصدر و «ط» نسخة بدل : أسوأ.
(١٧) في المصدر : الشدة لهم من ، وفي «ط» : الشدّة من.