ولتقطعت الأرضون زبرا سابحة (١٩) ، فلم يستقر عليها بعد ذلك ، فرفع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يديه حتى رؤي بياض إبطيه. ثم قال : «وعلى من ظلمكم حقكم ، وبخسني (٢٠) الأجر الذي افترضه الله فيكم عليهم ، بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة».
١٧٢٣ / ٧ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب ، وجعفر بن محمد بن مسرور رضياللهعنه ، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، في حديثه عليهالسلام مع المأمون والعلماء ، في الفرق بين العترة والامة ، وفضل العترة على الامة ، واصطفاء العترة ـ وذكر الحديث بطوله ـ وفي الحديث : قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟
فقال الرضا عليهالسلام : «فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن ، في اثني عشر موضعا ـ وذكر المواضع من القرآن وقال عليهالسلام فيها ـ وأما الثالثة : حين ميز الله تعالى الطاهرين من خلقه ، وأمر نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمباهلة بهم في آية الابتهال ، فقال عز وجل : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ)».
قالت العلماء : عنى به نفسه.
قال أبو الحسن عليهالسلام : «غلطتم ، إنما عنى به علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ومما يدل على ذلك قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حين قال : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي ـ يعني علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ وعنى بالأبناء الحسن والحسين ، وعنى بالنساء فاطمة عليهاالسلام ، فهذه خصوصية لا يتقدم فيها أحد ، وفضل لا يلحقهم فيه بشر ، وشرف لا يسبقهم إليه خلق ، إذ جعل نفس علي عليهالسلام كنفسه (صلوات الله عليه وعلى آله) ، فهذه الثالثة ، وأما الرابعة» وذكرها وما بعدها إلى آخر الحديث.
١٧٢٤ / ٨ ـ عنه ، قال : حدثنا أبو أحمد هانئ بن أبي محمد بن محمود العبدي رضياللهعنه ، قال : حدثنا أبي بإسناده ، رفعه إلى موسى بن جعفر عليهماالسلام في حديث له مع الرشيد ، قال الرشيد له : كيف قلتم : إنا ذرية النبي ، والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد البنت ولا يكون لها عقب؟
فقلت : «أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما عفيتني عن هذه المسألة».
فقال : تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي ، وأنت ـ يا موسى ـ يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله ، وأنتم تدعون ـ معشر ولد علي ـ أنه لا يسقط عنكم منه شيء لا ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عز وجل : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ
__________________
(١٩) في «ط» والمصدر : سائحة.
(٢٠) في «ط» : وبخس.
٧ ـ أمالي الصدوق : ٤٢٣ / ١.
٨ ـ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٨٤ / ٩.