خبرَهَا (١) ، والأوّلُ الوجهُ ، ومعناهُ : كي لا تقعَ دُولِةٌ فيه أَو عليهِ ، يعنِي على المُفَاءِ من عندِ اللهِ (٢).
٢ ـ ليس وزيادة الباء في اسمها
قَرَأَ أُبَيّ وابنُ مسعود : (لَيْسَ البِرّ بأَنْ تُولُوا وجُوهَكُمْ) (٣) قالَ ابنُ مجاهد : فإِذا كانَ هكذا لَمْ يَجُزْ أنْ يُنصَبَ الْبِرُّ.
قالَ أبو الفتح : الذي قالَهُ ابنُ مجاهد هُوَ الظاهرُ في هَذا ، لِكنْ قَدْ يَجوزُ أنْ يُنْصَبَ مع الباءِ ، وهو أنْ تَجْعَلَ الباءَ زائدةً كقولِهمْ : كَفى باللهِ ، أَي : كَفى اللهُ ، وكقولِهِ تعالى : (وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (٤) أَي : كَفَيْنَا ، وكذلك ليس البِرَّ بِأَنْ تُوَلُوا بِنَصْبِ البِرِّ كما في قراءَةِ السبعةِ.
فإذا قُلْتَ : فَإِنَّ (كَفى باللّه) شَاذٌّ قَلِيلٌ فَكَيفَ قِسْتَ عَليهِ (لَيْسَ) وَلَمْ تُعْلَمْ الباء زيدتْ في اسم ليسَ إِنَّمَا زيدتْ فِي خَبرِهَا نَحو قولِهِ : (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ) (٥) قِيلَ لَوْ لَمْ يَكُنْ شاذّاً لما جَوَّزْنَا قياساً عليهِ ما جوّزناهُ ، وَلِكنَّا نُوجِبُ فيهِ البتة واجباً فاعْرِفْهُ (٦).
__________________
(١) واسمها ضمير مستتر.
(٢) المحتسب : ٢ / ٣١٦.
(٣) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٧٧ : (لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ).
(٤) سورة الأنبياء : ٢١ / ٤٧.
(٥) من قوله تعالى من سورة النساء : ٤ / ١٢٣ : (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلاَ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ).
(٦) المحتسب : ١ / ١١٧ ـ ١١٨.