الواحد مَلْمَحَة ، ومَشْبَه ، ولَيْلاَة ، ومِذْكَار أو مِذْكِير أَو نحو ذَلِكَ ، فَكَذَلِكَ (لاَ مَسَاسِ) جَاءَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ استُعمِلَ منه في الأمر مساس فنفي عَلَى تصور الحِكايةِ والقولِ وإنْ لَمْ يَأْتِ بِهِ مَسْمُوع ونَظَائِرُهُ كَثِيرةٌ ، وكَذلِك القولُ فِي (هَمَامِ) مِنْ بيِت الكميت (١).
٨ ـ هيهات
قَرَأَ أَبو جَعْفَر والثَّقَفِي : (هَيْهَاتِ هَيْهَاتِ) (٢) بكسر التاءِ غَيْرَ منوّنة.
وقَرَأَ : (هَيْهَات هَيْهَات) عيسى بن عمر.
وقَرَأَ : (هَيْهَاتٌ هَيْهَاتٌ) رَفْعُ مُنَوّنٌ ـ أَبُو حَيْوة.
وقَرَأَ : (هَيْهَاتْ هَيْهَاتْ) مُرْسَلَة التاءِ عِيسى الهَمَدَانِي وَرُويَتْ عَنْ أَبِي عمرو.
قَالَ أَبو الفتح : أَمَّا الفتح ـ وهي قِراءَة العَامَّةِ ـ فَعَلَى أَنَّهُ واحَد ، وهُو اسمٌ سُمِّيَ بِهِ الفِعْلُ فِي الخَبَر ، وهُو اسمُ (بَعُدَ). كَمَا أَنَّ شتَّانَ اسمُ (افتَرقَ) ، وأُواهُ اسمُ (أَتَأَ لَّمُ) ، وَأُفّ اسم (أَتَضَجَّر) وقَدْ ذَكَرْنَا فِي (أُفٌّ) طرفاً صَالِحاً مِنْ هَذَا الحَديثِ (٣) ، ومَنْ كَسَرَ فَقَالَ : (هَيْهَات) منوّناً أَو غَيْرَ منوّن فَهُو جَمْعُ هَيْهَات ، وأَصْلُهُ هَيْهيَات : إلاّ أَنَّهُ حذف الألِف لاَِ نَّهَا فِي آخر اسم غيرِ مُتَمَكّنْ كما حُذِفَتْ يَاءُ الذِي في التثنية إذَا قُلْتَ : اللَّذَانِ وأَلِف ذَا إذَا قُلْتَ : ذانِ ، ومَنْ نَوّنَ
__________________
ومَلامِح» وقَالَ : قَالُوا مَلاَمِح ومَشَابِه ولَيال فَجَاءَ جَمْعُهُ عَلَى حَدِّ مَا لَمْ يُسْتَعْمَلْ فِي الكلامِ لا يقولون ولا مَلْمَحَة ولا ليلاة. الكتاب : ٢ / ٣٠ و ٣٩.
(١) المحتسب : ٢ / ٥٦ ـ ٥٧.
(٢) من قوله تعالى من سورة المؤمنون : ٢٣ / ٣٦ : (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ).
(٣) تنظر : ص : ٤٧٢ والمحتسب : ٢ / ١٨.