ينقسم الجرّ على المجرور بالحروف والمجرور بالإضافة.
أ ـ حروف الجـرّ
البـاء
قَرَأ أبو بكر عند خروج نفسه : (وَجَاءَت سَكْرَةُ الحَقِّ بِاْلمَوتِ) (١) وقَرَأَ بِهَا سَعيد بن جُبَير وطلحة.
قَالَ أبو الفَتحِ : لَك فِي هَذِهِ الباء ضَرْبانِ مِنَ التقديرِ :
أوّلاً : إنْ شِئْتَ عَلَّقْتَها بِنفس (جَاءَتْ) كَقَوْلِك : جِئتُ بزيد ، أيْ : أحضرتُهُ وَأجَأَتُهُ.
ثانياً : وإِنْ شِئْتَ عَلَّقتَها بمحذوف وَجَعَلْتَها حالاً ، أيْ : وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الحقِّ وَمَعَهَا الموتُ ، كَقَوْلِنَا : خَرَجَ بثيابهِ ، أيْ : وَثَيِابُهُ عَلَيْهِ ، وَمِثْلُهُ قولُ اللهِ تَعالى : (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) (٢) ، أيْ : وَزِينتُهُ عليهِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُ الهُذَلِي :
يَعْثُرْنَ فِي حَدِّ الظُبَاتِ كَأَ نَّهَا |
|
كُسِيَتْ بُرَوَدَ بَني يَزِيدَ الأَذْرُعُ (٣) |
أَيْ : يَعْثُرْنَ وَهُنَّ فِي حَدّ الظُّبَاتِ ، وَكَقَولِهِ ـ أنْشَدَهُ الأصْمَعِي ـ :
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة ق : ٥٠ / ١٩ : (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ المَوْتِ بِالحَقِّ).
(٢) سورة القصص : ٢٨ / ٧٩.
(٣) تقدّم الشاهد في : ص : ٢٩٥ ، والبيت في : ٢ / ٢٨٤ من المحتسب على هذه الصورة ، وفي : ٢ / ٨٨ منه : (كأنما) مكان (كأنها) ، و (تزيد) مكان (يزيد).