نصب الفعل المضارع
لام كـي (١)
قَرَأَ الحَسَنُ وابنُ شَرَف : (وَلْتَصْغَى ، ولْيَرْضَوه ، ولْيَقْتَرِفُوا) (٢) جزمِ اللاّمِ فِي جميعِ ذَلِكَ.
قَال أَبو الفتح : هَذِهِ اللاّمُ هِيَ الجَارَّةُ ، أَعنِي لامُ كَي (٣) ، وهِي مَعْطُوفَةٌ عَلَى الغرور مِنْ قَولِ اللهِ تَعَالى : (يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْض زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً) (٤) أَيْ : لِلْغَرور (٥) ، (وَلِتَصْغَى إلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) (٦) ، إلاَّ أَنَّ إسْكَانَ هَذه اللاَّمِ شَاذُّ فِي الاستعمالِ عَلَى قوّتِهِ في القياسِ وذلِكَ لاَِنَّ هذا الإسكان إنّما كثُرَ عنهم في لام الأمر نحو قَولِهِ تعالى : (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
__________________
(١) لام كي : هي لامُ التَّعليل ، وسُمِّيَتْ لامَ كي لاِ نّها تفيد ما تُفيدُ كي مع التَّعليلِ.
انظر : الجنى الداني : ١٥٦.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأنعام : ٦ / ١١٣ : (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّـقْتَرِفُونَ).
(٣) قال الزجّاج : أما لامُ كي في قولك جئت لتقومَ يا هذا فهي لامُ الإِضافةِ التي في قولك : (المالُ لزيد) وإنّما نَصَبَتْ لاِ نّها تقومُ بإضمار (أَنْ) أَو (كي) التي في معنى (أَنْ) فالمعنى جئت لقيامِكَ. معاني القرآن وإعرابه للزجّاج : ١ / ٤.
(٤) سورة الأنعام : ٦ / ١١٢.
(٥) وعلى هذا حمله ابنُ الأنباري. انظر : البيان : ١ / ٣٣٥.
(٦) سورة الأنعام : ٦ / ١١٣.