أسماء الإشارة
هذه أصلها هذي
قَرأ ابن مُحَيْصِن (١) : (مِنْ هَذِي الشَّجرةِ) (٢).
قال أبو الفتح : هَذا هو الأصل في هذه الكلمة ، وإنَّمَا الهاءُ في (ذه) بدل من الياء في (ذي) (٣) يدلُّ على الياءَ الأَصل قولهم : في المذكر (ذا) فالأَلِف في (ذا) بدلٌ من الياءِ في (ذي) وأَصل (ذَا) عندنا (ذِيٌّ) ، وهو مِنْ مضاعفِ الياء مثل (حيٌّ) فَحُذِفَتِ الياءُ الثانيةُ التي هي لامٌ تخفيفاً فبقيَ ذي.
قال لي أبو علي : فكرهوا أنْ يشبه آخرُهُ آخِرَ (كيْ) و (رأيْ) ، وأبدلوها أَلِفاً (٤) كما أبدِلَتْ في ياءَس
__________________
(١) نَسبَ ابنُ خالويه هذه القراءة في الآية : ٢ / ٣٥ : من سورة البقرة إلى ابن كثير ولم يتعرّض لهذه القراءة في الأعراف. انظر : مختصر في شواذّ القرآن : ٤ و ٤٢ وفي البحر المحيط : ١ / ١٥٨ نُسِبَتْ إلى ابنِ مُحَيْصِن في سورة البقرة ولم يذكرها في سورة الأعراف. وانظر ما ذكرناه عن هذه القراءة في : ص : ١٠٦.
(٢) من قوله تعالى من سورة الأعراف : ٧ / ١٩ : (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ). وفي المحتسب : ١ / ٢٤٤ : (من هذه الشجرة) وهو تحريف. انظر : الحاشية (٥) وما ذكرناه في : ص : ١٠٦.
(٣) في الأصول في النحو لابن السراج : ٢ / ٤٠٢ : «تقول هذي أَمَةُ اللهِ ، فإذا وقفتَ قلتَ هذه فتكون الهاء عوضاً عن الياء».
(٤) البيان : ٣٥٧ وإِملاء ما منَّ به الرحمن : ١ / ٣١ و ٢٧٠.