قوله : (إنَّما نُمِدُّهُم بهِ) (١).
٣ ـ العطف على الضمير
قرأَ أبو عبد الرحمن والحسن وابن أبي إسحاق وعيسى الثقفي وسلام ويعقوب ورُوي عن أبي عمرو : (فَأَجمِعُوا أَمرَكُم وَشُرَكاؤُكم) (٢).
مكسورة الميم ورفع (شُرَكاؤكُم).
قال أبو الفتح : أَما (فَأَجمِعُوا أَمْرَكم وَشُركاؤكم) بالرفع ، فَرَفْعُهُ على العطفِ على الضمير (٣) في (أَجْمِعُوا) وساغ عطفه عليه من غير توكيد للضمير في (أجْمِعُوا) من أَجل طولِ الكلام بقوله : (أمرَكُم) (٤) وعلى نحو من هذا يجوز أَنْ نقول قمْ إلى أخيك وأبو محمّد ، واذهب مع عبدِ الله وأبو بكر ، فتعطف على الضمير من غير توكيد وإنْ كانَ مرفوعاً ومتصلاً لِما ذَكَرنَا من طولِ الكلام بالجار والمجرور.
وإذا جازَ قولُ اللهِ تعالى : (مَاأشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا) (٥) وأَنْ نكتفي بطولِ
__________________
(١) سورة المؤمنون : ٢٣ / ٥٥ وانظر : المحتسب : ٢ / ٩٤ ـ ٩٥.
(٢) من قوله تعالى من سورة يونس : ١٠ / ٧١ : (فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً).
(٣) قال ابن الأنباري : ذهب الكوفيون إلى أنَّهُ يجوز العطفُ على الضمير المرفوع المتّصل في اختيار الكلام. وذهب البصريون إلى أنّه إذا كان هناك توكيد أو فصل فإنّه يجوز معه العطف من غير قبح. انظر : الإنصاف : ٢ / ٢٥٢ مسألة : ٦٦.
(٤) جوّز ابن مالك الفصل بين الضمير وما عطف عليه بفاصل ما كالمفعول به.
انظر : شرح ابن عقيل : ٢ / ٢٣٧.
(٥) سورة الأنعام : ٦ / ١٤٨.