الكَسْرِ أَقْرَبُ.
وَأَمَّا فَتْحُ اللاَّم مِنْ (لَيْلاَ) فجائزٌ هُوَ والبَدَلُ جَمِيعاً ، وَذَلِكَ مَنْهُمْ مَنْ يَفْتَحُ لامَ الجَرِّ مَعَ الظَاهِرِ.
حَكَى أَبو الحسنِ عَنْ أَبي عبيدة أَنَّ بَعْضَهم قَرَأَ (١) : (وَإنْ كَانَ مَكْرِهُمْ لَتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ) (٢) ، وحسنُ ذَلِكَ مَعَ (أَنْ) لِمُشَابَهَتِهِمَا المضمر ، كما يُشبِهُ المُضمَرُ الحرفَ ، فيبنى.
فَاْجْتَمعَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ صَارَ اللفظُ إلى (لَيْلاَ) وَعَلَيهِ قَال الخَلِيلُ (٣) في لن : أنّ أَصْلَهَا لاَ أَنْ فحذف الهَمْزَةَ تَخْفِيفاً والألِف لالتقاء الساكنين (٤).
اللاَّم الزائدة
قَرَأَ عبدُ اللهِ والأَعمشُ : (يُرِيدُ لِيُنْقَضَ) (٥) إنْ شِئْتَ قُلْتَ : إنَّ اللاَّمَ زَائِدَةٌ ، واحتَجَجْتَ فِيه بقراءة النبيّ صلّى الله عليه وآله (٦) ، وإنْ شِئْتَ قُلْتَ : تَقْدِيرُهُ
إرادَتُهُ لِكَذَا كَقَوْلِكَ قيامُهُ لِكَذَا وَجُلُوسُهُ لِكَذَا (٧).
__________________
(١) رصف المباني : ٢٥٢ والبحر المحيط : ٥ / ٤٣٨.
(٢) من قوله تعالى من سورة إبراهيم : ١٤ / ٤٦ : (وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ) وقد عقد الزَّجاجي فصلاً خاصّاً للحديث عن اللاّم في هذه الآية. اللاَّمات : ١٧٩.
(٣) انظر : الكتاب : ١ / ٤٠٧.
(٤) المحتسب : ٢ / ٣١٣ ـ ٣١٤.
(٥) من قوله تعالى من سورة الكهف : ١٨ / ٧٧ : (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَة اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّـفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَـضَّ فَـأَ قَامَهُ).
(٦) تقدّم ذلك في الباب السابع في (نصب الفعل المضارع) مورد : قيام الفعل مقام المصدر : ص : ٣٨١ ، الحاشية الرابعة ، فلينظر هناك.
(٧) المحتسب : ٢ / ٣٢.