إعمال المصدر
قَرَأَ أبو عبد الرحمن : (فَجَزاءٌ) (١) رفَعٌ مَنَوّنٌ (مِثْلَ) ، بالنَّصْبِ.
قَالَ أبو الفتِح : (مِثْلَ) منصوبة بنفسِ الجزاءِ ، أيْ : فَعَلَيهِ أَنْ يَجزِي مثَل ما قَتَلَ فـ (مِثْلَ) إذا فِي صلةِ الجزاءِ ، والجزاءُ مرفوعٌ بالابتداءِ وخبره محذوفْ أيْ : فعليِه جزاءٌ مثلما قتل ، أو فالواجب عليه جزاءٌ مثلَ ما قَتَلَ ، فَلَمَّا نَوَّنَ المَصْدَرَ أعملَهُ ، كقولِهِ (٢) :
بضرب بالسيوفِ رؤوسَ قَوْم |
|
أَزَلْنَا هَامَهُنَّ عَنِ المَقِيلِ (٣) |
مجيء المصدر في موضع اسم الفاعل
قَرَأَ : (مِنْ كُلِّ امِرْئ سَلاَمٌ) (٤) ابن عَبّاس وعِكرِمَة والكلبي.
قَالَ أَبو الفتح : قالَ قطرب : معناه : هي سلامٌ مِنُ كُلِّ أمر وامْرِئ وَيَلْزَمُ عَلَى قولِ قطرب أَنْ يُقالَ فَكَيفَ جَازَ أنْ يُقَدَّمَ معمولُ المصدرِ الذي هو (سَلاَمٌ) عليهِ ، وَقَدْ عَرفنا امتناع جواز تقديم صلة الموصول أو شيء مِنهَا
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٩٥ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنْكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل مِّنكُمْ).
(٢) البيت للمرّار بن منقذ. الكتاب : ١ / ٦٠ ، ٩٧ والمحتسب : ١ / ٢١٩ و ٢ / ٣٨٠ وشرح المفصل : ٦ / ٦١ وشرح الشواهد للعيني : ٢ / ٢٨٤.
(٣) المحتسب : ١ / ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٤) من قوله تعالى من سورة القدر : ٩٧ / ٤ ـ ٥ : (تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْر * سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).