للتَّوكِيدِ لاَِنَّ تِلْكَ تختصُّ بالمُسْتَقْبَلِ لاَِنَّ الغَرَضَ إنَّمَا هُوَ الآن مُقْسِم لاَ أَنَّهُ سَيُقْسمُ فِيَما بَعْدُ ، وَلِذَلِكَ حَمَلُوهُ عَلَى زيادَةِ (لاَ) وقالوا معناه : أقسم بيوم القيامة أَيْ : أَنَا مَقْسِمٌ الآن ، وَلاَِنَّ حذفَ النُّونِ هُنَا ضَعيفٌ خبيثٌ (١).
الاستفهام
حذف همزة الاستفهام
قَرَأَ أَبو جعفر : (آسْتَغْفَرْتَ) (٢) بِالمَدِّ وَرُويَ عَنْهُ : (استَغْفَرتَ) بالوصلِ.
قَالَ أَبو الفتح : هَاتَانِ القِرَاءَتانِ كِلْتَاهُمَا مَضْعُوفَتَانِ.
أَمَّا (آسْتَغْفَرَتَ) بالمدّ فَلاَِ نَّهُ أَثْبَتَ هَمْزَةَ الوصلِ ، وَقَدْ استغني عنها بهمزة الاستفهام من قبلها ، وليس كذلك طريق العربية ، ألا تَرَى إلَى قولِ ذِي الرُّمَة :
أسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عَنْ أَشْيَاعِهِم خَبَراً |
|
أَمْ عَاوَدَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِهِ طَرَبُ؟ (٣) |
وَأَمّا (اسْتَغْفَرْتَ) بالوصل ففي الطَّرف الآخر منَ الضَّعْفِ. وَذَلِكَ أَنَّهُ حَذَفَ همزَة الاستفهام وهو يريدها (٤). وَهَذَا مِمَّا يَخْتَصُّ بالتجوُّز فيهِ الشِّعْرُ
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ٣٤١.
(٢) من قوله تعالي من سورة المنافقون : ٦٣ / ٦ : (سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ).
(٣) يروى (راجع) مكان (عاود) يقول أبكاؤك وحزنك لخبر حدثَ ، أَم راجَعَ قلبَك طَربٌ؟ الديوان : ١ والخصائص : ١ / ٥٩٥ والخزانة : ١ / ٣٨٠.
(٤) ذهب بعض النحاة إلى أنَّ حذفَ همزةِ الاستفهامِ من ضروراتِ الشعرِ وهو ظاهرُ كلامِ