لأ نَّهُ موضع استئناف ، والكسر أَحقُّ بذلك (١). والقراءة : (أَنْ كانَ فريقٌ) تشهد لـ (أَنَّهُ). أَلا ترى أَنَّ معناه ولا تكلّمونِ لأَ نَّهُ كانَ فريق كذا (٢).
٢ ـ حذف خبر إِنَّ
قرأَ أُبي : (أَئِنَّك أَوْ أَنْتَ يُوسُفُ) (٣).
قال أَبو الفتح : ينبغي أن يكونَ هذا على حذفِ خبر إِنَّ حَتَّى كَأَ نَّهُ قالَ : أَئِنَّك لَغَير يوسفُ (٤) أوْ أنْتَ يوسفُ (٥)؟ فَكَأَ نَّهُ قالَ : بَلْ أَنْتَ يوسفُ فَلَمَا خَرَجَ مَخْرَجَ التوثيقِ قال : أَنَا يوسفُ. وَقَدْ جَاءَ عَنَهْم حذفُ خبر إنّ ، قَالَ الأعشى :
إِنّ مَحَلاًّ وَإِنَّ مُرْتَحَلاً |
|
وَإِنَّ في السَفْر إِذْ مَضَى مَهَلا (٦) |
أَرادَ إِنَّ لَنَا محلاًّ وإنَّ لَنَا مُرْتحلاً فحذف الخبر.
والكوفيون لا يجيزون حذف خبر إِنَّ إِلاَّ إذا كان اسمُها نكرةً (٧) ولهذا
__________________
(١) الكسر : قراءة الجمهور. انظر : البحر المحيط : ٦ / ٤٢٣.
(٢) المحتسب : ٢ / ٩٨.
(٣) من قوله تعالى : من سورة يوسف : ١٢ / ٩٠ : (قَالُواْ أَءِنَّكَ لاََنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي).
(٤) نقل هذا أَبو حيان عن ابن جنِّي وفي نقله سهو. انظر : البحر المحيط : ٥ / ٣٤٢.
(٥) وقدره الزمخشري : أئنّك يوسف أو أنت يوسف ، فحذف الأَول لدلالة الثاني عليه.
انظر : الكشاف : ٢ / ٢٧٣ والبحر المحيط : ٥ / ٣٤٢.
(٦) البيت مطلع قصيدة لِلأَعشى. انظر : الديوان : ١٥٥ والكتاب : ١ / ٢٨٤ والمقتضب : ٤ / ١٣٠ والخصائص : ٢ / ٢٧٣.
(٧) ويشترط الفرّاء في جواز حذف أخبارها تكريرَ إِنَّ. واحتجَّ المبرِّدُ على الكوفيين ولا يَعتَبِرُ أبو علي الفارسي حُجَّةَ المُبَرِّدِ. انظر : المقتضب : ٤ / ١٣١ والخصائص : ٢ / ٣٧٤ وشرح الكافية : ٢ / ٣٦٢ وشرح المفصل : ١ / ١٠٤.