الأسماء الستّة
جمع أَب على (أبون وأبين)
قرأ ابن عباس والحسن ويحيى بن يَعمَر وعاصم الجَحْدَري وأبو رجاء بخلاف (وَإلَه أبيك) (١) بالتوحيد (٢).
قال أبو الفتح : بالتّوحيدِ لا وَجْهَ لهُ ، وذلكَ أنَّ أكثرَ القُرَّاء : (وَإِلَهَ آبَائِكَ) جَمْعاً كما ترى ، فإذا كانَ أبيكَ واحداً كانَ مُخالِفاً لِقرَاءةِ الجَمَاعَةِ فَتَحْتَاجُ حينئذ إلى أنْ يَكونَ أبيكَ هنا واحداً في معنى الجَمَاعَةِ ، فإذا أمكَنَ أنْ يَكُونَ جَمْعاً كانَ كقراءَةِ الجَمَاعَةِ ، ولم يَحْتَجْ فيهِ إلى التَّأويل لِوُقُوعِ الوَاحِدِ مَوقِعَ الجَمَاعَةِ. طريقُ ذلك أنْ يَكُونَ (أبيكَ) جَمْعَ أَب على الصِّحَّةِ ، على قوْلِكَ لِلجَمَاعَةِ : هؤلاءِ أَبُون أحرارٌ ، أَي آباءٌ أحرارٌ وقد اتَّسَعَ ذلك عنهم (٣).
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ١٣٣ : (قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ).
(٢) هذه عبارة ابن مجاهد بدليل قول أبي الفتح بعدها : (قول ابن مجاهد بالتوحيد لا وجه له) وهكذا نجد ابن جنِّي يقدِّم غالباً عبارةَ ابنِ مجاهد ثمّ يعقِّبُ عليها مبتدئاً بقوله : قال أبو الفتح وقد حذفنا عبارة (من ذلك قراءة) واقتصرنا على (قرأ) تحاشياً للتكرار المُمِل.
(٣) قال سيبويه : وسألته ـ يعني الخليل ـ عن أَب فقالَ : إنْ ألحقتَ بهِ النُّونَ والزيادةَ التي قبلَها قلتَ : أبون ، وكذلك أخٌ تقول : أخون لا تغير البناءَ إلاّ أنْ تحذف العربُ شيئاً ، كما تقول : دمون.