وتقديره : وإنْ كانَ ذلك لِلَّذي هُوَ متاعُ الحياةِ الدنيا ، فَكَأَ نَّهُ قالَ : وإنْ كلّ ذلك لِمَا يُتَمتَّعُ بهِ مِنْ أَحوالِ الدّنيا ، فجازَ حذفُ هَذا الضمير على انفصاله جوازاً قصداً لا مستحسناً ومثله على توسّطه قراءة من قرأ (١) : (مَثَلاً مَا بعُوضَةٌ) (٢) أَي : مَا هوَ بعوضةٌ ، وقوله :
لَمْ أَر مِثْلَ الفِتْيَان فِي غبن الـ |
|
أيَّامِ يَنسونَ ما عواقِبُها (٣) |
أي ينسون الذي هو عواقِبُها (٤).
هـ ـ ذو الطائية
قرأ محمّد بن علي وجعفر بن محمّد عليهما السّلام : (يَحكُمُ بِهِ ذُو عَدْل مِنْكُم) (٥).
__________________
(١) هي قراءة رؤبة انظر : ص : ١٣٤.
(٢) من قوله تعالى من سورة البقرة : ٢ / ٢٦ : (إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِيَ أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً).
(٣) تقدّم الشاهد : ص : ١٣٤.
(٤) المحتسب : ٢ / ٢٥٥.
(٥) من قوله تعالى من سورة المائدة : ٥ / ٩٥ (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْل مِنْكُمْ).
والقراءة المذكورة أخرجها عن الإمام الصادق (عليه السلام) ثقة الإسلام الكليني في روضة الكافي ٨ : ٢٠٥ / ٢٤٧ بسند صحيح ، وأخرجها العياشي عن عبد الله بن سنان ، عن الإمام الصادق (عليه السلام) كما في وسائل الشيعة ٢٩ : ٢٨٨ / ٣٥٦٣٨ (١٤) ضمن حديث طويل ، وصرّح العلاّمة الطبرسي في مجمع البيان ٣ : ٤٢٦ بأن هذه القراءة هي قراءة الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام).
ونسب النحاس في معاني القرآن ٢ : ٣٧٦ / ١٦٧ هذه القراءة إلى أبي موسى الأشعري وابن عباس من الصحابة ، وإلى عبيدة وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وشريح وابن سيرين والشعبي من التابعين.