ومنه مَا أَنشَدَهُ الأَصْمَعي من قولِ الراجز :
وَارْدُدْ إِلى حُوَراتِ حُور شِقَّةُ
فَجَمَعَ حُوراً عَلى حُورات لَمَا ذَكَرْنَا (١).
تنوين ألف الإلحاق
حكى ابن سلام قال : قال سيبويه : كان عيسى بن عُمَر يقرأ (٢) (عَلَى تَقْوىً مِنَ اللهِ) (٣) قُلْتُ : على أَيّ شيء نوَّنَ؟ قالَ : لا أدري ، ولا أعرفُ.
قلت : فَهَلْ نوَّنَ أَحدٌ غَيرُهُ؟ قال : لا.
قال أَبو الفتح : أَخبَرَنَا بهذهِ الحكاية أبو بكر جعفر بن علي بن الحَجَّاج ، عن أَبي خليفة الفضل بن الحُبَابِ ، عن محمّد بن سلام. فأمَّا التنوينُ فَإنَّهُ وَإنْ كَانَ غيرَ مسموع إلاَّ في هذه القراءَة فَإنَّ قِيَاسَهُ أَنْ تَكُونَ أَلِفُه لِلإلحاقِ لا للتأنيث كَتَترَىً (٤) فيمن نوّن (٥) وَجَعَلَها ملحقة بجعفر.
__________________
(١) المحتسب : ٢ / ١٥٣.
(٢) انظر : مختصر في شواذ القرآن : ٥٥ والبحر المحيط : ٥ / ١٠٠ وعيسى بن عُمَر الثقفي : ١١٩ و ١٩٥.
(٣) من قوله تعالى من سورة التوبة : ٩ / ١٠٩ : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَان خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُف هَار).
(٤) منَ قولهِ تعالى من سورة المؤمنون : ٢٣ / ٤٤ : (ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَا كُلَّ مَا جَاء أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ).
(٥) قرأ بالتنوين أبو عَمرو وابن كثير وأبو جعفر. ينظر : الكشف عن وجوه القراءات : ٢ / ١٢٨ وإتحاف فضلاء البشر : ١٩٥.