بالمسبب الَّذي هو الذكر من السبب الَّذي هو الوجود ، وَأَينَ هُنَا شرطُ وجوابِها محذوفٌ (١) لدلالة (طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ) عليهِ فَكَأَ نّهُ قَالَ : أَيْنَ ذُكِرْتُمْ ، أَوْ أَينَ وُجِدْتُم وُجِدَ شُؤْمُكُم مَعَكَمْ.
وَهَذَا كَقَوْلِكَ سَيْفُكَ مَعَكَ أَيْنَ حَلَلْتَ ، وجودُكَ مَعَكَ مَتَى سُئِلْتَ كُنْتَ جواداً ، وكقولك : أَنتَ ظالمٌ إنْ فَعَلْتَ ، أيْ : إنْ فَعَلْتَ ظَلَمت.
وَلاَ يَجوزُ الوقُوفُ فِي هَاتَينِ القَرِاءَتينِ عَلَى (مَعَكُمْ) لاتصالِ (أَنْ) (٢) و (أَيْنَ) بِهَا (٣).
٤ ـ إذَا والعامل فيها
حَوْلَ قولهِ تَعَالى : (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) (٤).
قَالَ أَبو الفتح : العَامِلُ فِي (إذَا) مَحْذُوفٌ لِدلالةِ المَكَانِ عَلَيهِ كَأَ نَّهُ قَالَ : إذَا وَقَعَتِ الواقعةُ كَذَلِكَ فَازَ المؤمنونَ وَخَابَ الكافِرُونَ ، وَنَحو ذَلِكَ ويجوز أَنْ
__________________
(١) قال الأخفش : (طائركم مَعَكم أَيْنَ ذُكِرتُم) أَيْ : إن ذُكِرْتُمْ فَمَعَكُم طَائِرُكُمْ. وَقَالَ الفَرَاءُ : طائِرُكُم مَعَكُمْ حَيْثُمَا كُنْتُم. وَقَالَ أَبو حيَان : حذف الجزاء للدلالة عليهِ وتقديره أَيِن ذُكِرْتُم صحبكم طائركم وَيَدُلُّ عَلَيهِ قَوْلُهُ طائِرُكُم مَعَكُم وَمَنْ جَوَّزَ تقديمَ الجزاءِ عَلَى الشرطِ وَهم الكوفيون وأبو زيدِ والمُبرِّد يجوز أن يكون الجواب طائركم معكم ، وكان أصله أَين ذُكِرتُم فطائركُم مَعَكُم فلما قُدِّمَ حْذِفَتِ الفاءُ. معاني القرآن للأَخفش : ١٦١ / أومعاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٣٧٤ والبحر المحيط : ٧ / ٣٢٨.
(٢) قرأ أبو سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله بن أَبي سلمى الماجشون المدني : (أَنْ ذُكِّرْتُم) بهمزة واحدة مفتوحة مقصورة ولا ياءَ بَعدَهَا. المحتسب : ٢ / ٢٠٥ والبحر المحيط : ٧ / ٣٢٨.
(٣) المحتسب : ٢ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.
(٤) سورة الواقعة : ٥٦ / ١.