ولَقَدْ شَفَى نَفْسِي وأَبْرأَ سُقْمَهَا |
|
قِيلُ الفَوارِسِ وَيْك عَنْتَرَ أَقْدِمِ (١) |
قَالَ الكِسَائِي (٢) ـ فيَما أَظُنُّ ـ أَرَادَ ويْلَكَ (٣) ثُمَّ حَذَفَ اللاّم ، وهَذَا يَحْتَاجُ إِلَى خَبرِ نَبيّ لِيُقْبَلَ. وقَولُ مَنْ قَالَ : إنَّ (وَيْكَأَ نَّهُ) كَلِمَةٌ واحِدَةٌ إنَّما يُريدُ بِهِ أَنَّهُ لا يَفْصَلُ بَعْضُهُ عَنْ بَعْض (٤).
٦ ـ أُف
قَرَأَ أَبو السَّـمَّـال : (أُفٌ) (٥) مَضْمُومَةً غيرَ منوّنة ، وقَرَأَ : (أَفَ) خفيفة ابنُ عَبَّاس.
قَالَ هَارُونُ النَّحوي : ويُقرأُ : (أُفٌّ) ، ولَو قُرِئَتْ (أَفًّا) لَكَانَ جَائِزاً ولَكِنْ لَيْسَ فِي الكتابِ أَلِفٌ.
قَالَ أَبو الفتح : فِيها ثَمَانِي لغات : أُفِّ ، وأُفّ ، وأُفَّ ، وأُفّا ، أُفُّ ، أُفٌّ ، وأُفي مُمَال ، وهَيَ الَّتِي يَقُولُ لَهَا العامَّةُ : أُفِّي ، بالياءِ ، وأُفْ ، خفيفة ساكنة. وأَمَّا (أُفَ) خفيفةً مفتوحةً فقياسُهَا قِياسُ رُبَ خفيفة مفتوحةً ، وكَانَ قياسُها إِذَا خُفِّفَتْ
__________________
(١) هذا من قصيدته المسمّاة بالمعلّقة. انظر : معاني القرآن للفرّاء : ٢ / ٣١٢ وشرح المعلّقات السبع : ١٥٢ وشرح القصائد العشر : ٢٧٨.
(٢) انظر : شرح المفصل : ٤ / ٧٨ والبحر المحيط : ٧ / ١٣٥ والمغني : ٢ / ٦٩.
(٣) قال الخطيب التبريزي : قال بعضُ النحويينَ : معناهُ ويْحَكَ وقَالَ بَعْضُهُم : مَعْنَاهُ ويْلَكَ وكِلاَ القَوْلَينِ خَطأ. ورُويَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ التَّفْسير أَنَّ المعنى ويْكَ أَلَمْ تَرَ وأمَا تَرَى ، والأحْسَن في هذا ما رُويَ عن سيبويهِ عن الخليلِ ، وهو أَنَّ ويْ منفصلةٌ وهِيَ كلمةٌ يقُولُهَا المُتَنَدّم إذا تَنَبَّه على ما كانَ مِنْهُ. شرح القصائد العشر : ٢٧٨.
(٤) المحتسب : ٢ / ١٥٥ ـ ١٥٦.
(٥) من قوله تعالى من سورة الإسراء : ١٧ / ٢٣ : (فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً).