جزم المضارع المعتل الآخر
قَرَأَ السَّلَمِي : (أَلَمْ تَرْ أَنَّ اللهَ) (١) سَاكِنَةَ الرَّاءِ.
قَالَ أَبو الفتح : فِيها ضَعْفٌ لاَِ نَّهُ حذفُ الأَلف للجزم فقد وجب إِبقاؤهُ للحركة قبلها دليلاً عَلَيْهَا ، كالعوضِ منها ، لا سيما وهيَ خفيفةٌ ، إِلاَّ أَنَّهُ شَبَّهَ الفتحةَ بالكسرةِ المحذوفةِ في نحو هذا استخفافاً. أَنْشَدَ أَبو زيد :
قَالتْ سُلَيمَى اشترْ لَنَا دقيقاً (٢) |
|
...... |
وأَنشدَ أيضاً :
قالتْ سليمى كِلْمَةً تَلجْلَجَا |
|
لَوْ طُبِخَ النَّيءُ بِهَا لاَُنْضِجَا |
يَا شيخُ لا بُدَّ لَنَا أَنْ نَحْجُجَا |
|
قد حَجَّ فِي ذَا العامِ مَنْ كَانَ رَجَا |
فاكْتَرْ لَنَا كَرِيَّ صِدْق فَالنَّجَا |
|
واحذَرْ فَلاَ تَكْتَرْ كَرَيًّا أعوَجَا |
عِلْجَا إذَا سَاقَ بِنَا عَفَنْجَجَا (٣)
فَأَسْكَنَ الرَّاءَ مِنْ (اشترْ) و (اكتَرْ) استخفافاً واجراءً للوصلِ عَلَى حَدِّ الوَقْفِ ، وَرَوَيْنَا عَنْ أَبي بكر محمّد بنِ الحسنِ عَنْ أَحمدَ بن يحيى قولَ الشاعر :
__________________
(١) من قوله تعالى من سورة إبراهيم : ١٤ / ١٩ : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ السَّموَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْق جَدِيد).
(٢) للعذافر الكندي وبعده : وَهَاتِ خبزَ البُرَّ أو سُويْقا.
المحتسب : ١ / ٣٦١.
(٣) يروى (قالت له كليمة تلجلجا). ويروى (من تَحَرَّجا) مكان (من كانَ رَجَا) و (فاحذرْ ولا) مكان (واحذرْ فلا) والعلج : الرجل الشديد ، الغليظ والعَفَنْجَج : الضَّخْمُ الأَحمق. المنصف : ٣ / ٩ ولسان العرب : ٣ / ١٢٥.