ونحو القراءة قول الآخر :
أَلا إنَّ جِيرَانِي العَشِيَّةَ رَائِحٌ (١) |
|
...... |
فَأَ خْبَرَ عَنْهُ بلفظِ الواحدِ لأَ نَّهُ أَجْرَاهُ مجراه (٢).
٤ ـ الفاعل مؤنَّث وفعله مذكَّر
قَرَأَ ابنُ عَبَّاس : (وَلَوْ لَمْ يَمْسَسْهُ نَارٌ) (٣) بالياء.
قال أَبو الفتح : هَذا حَسَنٌ مُسْتَقيِمٌ ، وذلك لأَنَّ هُناك شَيْئَينِ حَسَّنَا التَّذْكِير هُنَا :
أَحدُهُمَا : الفَصْلُ بالهاءِ.
والآخر : أَنَّ التأَنِيثَ لَيْسَ بَحَقِيقيِّ ، فَهْوَ نظيرُ قولِ اللهِ سبحانَهُ : (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ) (٤) بَل إذَا جازَ تذكير فعلِ (الصَّيْحَةِ) مَعَ أَنَّ فِيهَا علامة تأنيث فَهْوَ مع النارِ التيِ لاَ علامةَ تأنيث فِيها أَمْثَل.
وأما مَا رَوَيْنَاهُ مِنْ قولِ جِرَانِ العَوْد :
أَلا لاَ يَغُرَّنَّ امْرَأً نَوْفَلِيَّةٌ |
|
عَلَى الرَّأس بَعْدِي أوْ تَرَائِبُ وُضَّحُ (٥) |
__________________
(١) عجز البيت :
...... |
|
دَعَتْهُـمْ دَواع مِنْ هَـوىً وَمَنَـادِحُ |
والأَصْلُ مناديح لأَ نَّهُ جمعُ مَنْدُوحَة. وقد نَسَبَهُ أَبو زيد إلى لِحيانَ بنِ حلبة المحاربي أحد شعراء الجاهلية. انظر : النوادر : ١٥٧ والتكملة : ٢ / ٢٤٦ والمحتسب : ٢ / ١٥٤ والهمع : ٢ / ١٨٢ والدرر اللوامع : ٢ / ٢٢٨.
(٢) المحتسب : ١ / ١٥٣ ـ ١٥٤.
(٣) من قوله تعالى من سورة النور : ٢٤ / ٣٥ : (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِىءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ).
(٤) سورة هود : ١١ / ٦٧.
(٥) يروى (لا تغرَنَّ) مكان (لا يغرنَّ) وعلى ذلك لا شاهدَ في البيت ، كما يروى (والترائب) مكان (أو ترائب) وفي اللسان أَنَّ النوفلية شيءٌ تتَّخِذه نساء الأعراب من صوف يكونُ في